للأستاذ: محمد نبّار
لطالما سمعنا هنا
ببني يلمان بوجود معسكر "خربة سلطانة"، الذي من اسمه يُعرف الدور المنوط
إليه، وهو مركز تم إعداده من أجل حراسة ومراقبة وحماية مملكة "زينب بنت
الاعبيدي" والدة أبو
حمو موسى الثاني الزياني ملك تلمسان من الجهة الغربية،
وبالضبط يوجد هذا المعسكر أسفل
منحدرات المدينة البربرية القديمة التي شيدت
بمرتفعات جبل الملّاحة المعروف بـ "كيفان سي
موسى".
وبحسب ما جاء في
مخطوط "أمحمد بن تريعة" كاتب "أبو حمو"، فإن هذا الأخير الذي
كان قد
ترك والدته "زينب" وشقيقه "أبو جميل" وحاشيته وجنده بطولڨة
(بسكرة)، وفيما بعد انتقلوا إلى قصبة بني يلمان بإقليم ونوغة. وقد ورد على لسان
"أبو حمو" أنه يوم فتح تلمسان عام
(760ه/1359م) إلتحق "أبو جميل" بالركب تاركا
والدته عند إخوانهم ببني يلمان، ومما قال -
أيضا - أن أبو جميل رحل مع الوالدة ومن
معهم من الحاشية والجنود إلى ونوغة وسكنوا بالقصبة،
بعدما قام بتشييد البنيان، وهي
المدينة التي تعرف
اليوم بين أوساط أهالي المنطقة بـ "خربة سلطانة"،الواقعة - جهة "عين الحجر" - شمال شرق القصبة.
اليوم بين أوساط أهالي المنطقة بـ "خربة سلطانة"،الواقعة - جهة "عين الحجر" - شمال شرق القصبة.
والذي يقف على المكان الذي تم تشييد فيه البنيان يرى حصانة
المنطقة الطبيعية واستراتجيتها، ولم
يكن إختياره اعتباطيا إنما كان ذلك عن دراية
تامة وعناية ودقة متناهية، من أجل توفير الحماية
اللازمة وصد أي خطر خارجي، حيث
نجد أنه تسهل المراقبة من ثلاث جهات: الشمال والجنوب
والشرق، إلا أن من الجهة
الغربية للبنيان يكاد مفتوح نوعا ما على وادي "تارڨة"
(كلمة بربرية
تعني الساقية)، ولهذا تم تشييد المعسكر على بعد 1 كلم أو أكثر بقليل
ليحتمي به الجنودوالمطل
على الوادي المذكور، ومن أمام المعسكر الذي لا تزال
أطلاله إلى يومنا هذا بنيّ مكان للمراقبة.
No comments:
Post a Comment