هل كانت القوات الفرنسية تقتفي أثر العقيد عميروش!؟
يقول المجاهد "مصطفى بن عمر" أحد قادة الولاية الرابعة الذي كان برفقته "الطيب الجغلالي" في مهمة بالولاية الثالثة شهر نوفمبر عام 1957، (أي بعد تعيين العقيد عميروش قائدا للولاية الثالثة خلفا للعقيد محمدي السعيد الذي وقعت في أثناء فترة قيادته مجزرة بني يلمان يوم 28 ماي 1957)، مايلي:
"عندما استأذنا منه (أي عميروش) بالانصراف والعودة إلى منطقتنا، بعد غياب دام 15 يوما بالقبائل، أشار لنا بانتظار بداية الليل قبل شدّ الرحال..وبينما كنا في انتظار غروب الشمس للشروع في رحلتنا إذا بـ"عميروش" يأتينا حاملا رشاشه تحت جلبابه المخطط ليلطب منا أن ننطلق على الفور موضحا أنه عزم على قطع شوط من الطريق معنا، كما طلب من "محيوز" أن ينضم إلى المجموعة..".
ويضيف أن "عميروش" كان يتولى بنفسه اختيار المسالك والدروب ثم يعيّنها للمرشيدين الذين كانوا معنا..ومن "ياكوران" وغابة "بني غبري" قطعنا الطريق بين "عزازقة" و"ادكار"، وصولا إلى تلال قلعة "ثاموقرانت" المحاذية لـ "أكفادو"..ثم عبرنا وادي "ايغزر أمقران"، وتوجهنا نحو "اشلادن" و"اوزلاقن"، ثم توقفنا عند البيت الذي انعقد فيه مؤتمر الصومام، وقطع بنا "تازمالت" و"مايو" (مشدالة)، ثم السكة الحديدية التي تمر باتجاه بجابة، وبعدها توغلنا في غابة "بني منصور"، وهنا جمعنا عميروش لتوديعنا إلى الولاية الرابعة، حيث نصحنا بالمرور جنوب البويرة اختصارا للمسافة ثم انصرف واختفى عن أنظارنا في مشية كلها خفة وعزم.
ويواصل سرده للأحداث قائلا:"أما نحن فقد اخترنا مكانا في جوف الصخور لم يكن بعيدا، وقضينا ما تبقى من الليل وسط إخوان من جنود الولاية الثالثة كانوا يخيمون هناك منذ يومين. في الصباح الباكر أقبلت الطائرات لتوجيه قصف المدفعية وتلاها العساكر مستخدمين بكثافة المدافع والرشاشات الثقيلة، وكأنهم يريدون إخراجنا من مخابئنا، فتهيأت لمجابهة الإشتباك لكنهم لم يتقدموا إلى مواقعنا ثم انصرفوا بعد الزوال. لم يحشد العدو لهذه العملية وحدات معتبرة غير أن تصرفها وإفراطها في القصف بدا لنا غريبا ولفت اهتمامنا، وهذا ما بعث بأحد الرفقاء إلى الإعتقاد باحتمال أن العدو قد اشتبه في وجود "عميروش" بقطاع آخر. لكن قرائن الأحوال ينبئ بأنه يكون قد توّغل في أعماق غاية (ونوغة) الكائنة شرقا وبعيدا جدا من هنا، وهذا ما كنا نتمناه له داعين له بأن يشمله الله بنجاح الحماية" أهــ.
بقلم: الباحث والمهتم بالتاريخ محمد نبار
No comments:
Post a Comment