-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

الأحد، 14 أكتوبر 2018

شهادة "خديجة شية" أرملة غربي الميلود




 شهــــــــادات [10]
شهادة "خديجة شية" أرملة غربي الميلود(*)
قصدتنا هذه المرأة في بيت "سعيد" مضيفنا، إمرأة قوية كثيرة الابتسام والذكر، ترتدي حجابا "رماديا" وتضع شالا "أبيض". هذه السيدة التي تعيش من حوالي 50 سنة بالكاد عاشت مع زوجها ولم تحتفظ منه بذكريات كثيرة أهمها تلك الإبنة التي كان عمرها يوم قتل أربعين يوما...فهذا الزوج(1) يوم المجزرة كان قد مر على عودته من السجن الفرنسي حوالي 12 يوما(2). 
تروي هذه المرأة أحداث ذلك اليوم بألم، فهي من سكان "القصبة" وتحديدا مقابل "جامع الجمعة"(3)، ولهذا عاشت الأحداث عن كثب وسمعت شهادة الذي مات وأنين الذي أصيب ورصاص الذي قتل..ولهذا كله لم تعد تعرف هذه السيدة أن تحدثنا عن أيامها التي "فتلت" فيها "الكسكسي" للمجاهدين في مرات عديدة بفرح أو بألم تلك الأيام التي كانت تشعر بالفخر والفرح وهي إبنة العشرين سنة وتساهم في دعم ثوار الوطن...بين كل كلمة وأخرى تردد هذه العبارة:"خدعونا بأمان الله والنبي (صلى الله عليه وسلم)... ورحنالهم شايب وشباب".
هذا ما كانت تقوله وهي تتحدث عن اليوم الذي رأت فيه موت زوجها ولم يكن أمامها سوى التفكير في طريقة تنجي بها ابنتها الملفوفة في طرف قماش - كما تقول:"..كان عليّ أن أهرب بها "للخرب"(4) وهو مكان يوجد في سفح الجبل، الذي تتربع عليه المدينة". وبعد الهرب ونجاة، كان الذي ينتظر شابة في العشرين من عمرها أكثر مما توقعته...كل الذين لبوا الدعوة حاملين الاشتراكات للثورة قد ماتوا...كل تلك الأصوات التي سمعتها ولا تزال راسخة في ذهنها، كانت الكلمات الأخيرة لأناس أحبتهم يتصارعون مع الموت "زوجها"..و"بن جدو" وهو أخوها الوحيد الذي كان عمره 18 سنة ولم يمض على عودته من فرنسا أكثر من شهر بعد غربة سنتين "السعيد سعاي" خالها وابنته "ضياء بنت السعيد"(5) التي ماتت قبل المجزرة بساعات قليلة "عصر ذلك اليوم" بقصف طائرة فرنسا...هذه العجوز التي تعيش اليوم رفقة ابن ابنتها تناجي الله في كل وقت أن يخفف ألآمها التي قالت إنها قد تخف بظهور الحق...

-------------------------------------------------------------
(*) يومية الجزائر نيوز: المرجع السابق.
(1) زوجها "غربي الميلود" كان واحدا ممن قامت السلطات الفرنسية باعتقالهم عندما داهمت قواتها مشتى القصبة شهر سبتمبر 1956، وقدمتهم للمحاكمة بتهمة دعم "الفلاڨة"، حيث أصدرت يوم 1 أكتوبر في حقهم سنة سجنا.
(2) أطلق سراحه مع البقية قبل اتمام المدة التي حكم عليهم بها وهي سنة (1956/10/01 - 1957/10/01)، لكن السلطات أفرجت عنهم أسبوعين قبل المجزرة، ليقتل ويذبح أزيد من 05 منهم، حيث كان غربي الميلود من بينهم..
(3) قبره بالقرب من جامع الجمعة على بعد 01 متر تقريبا.
(4) مشتى "لخرب" (أخريب) أحد مشاتي بني يلمان، يبعد بنحو 1.5 كلم عن القصبة..
(5) سعاي ضياء رحمها الله سقطت صباحا على إثر قصف الطائرات الفرنسية لمشتى تاڨوست.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *