-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

dimanche 9 décembre 2018

رسالة مجهولة المصدر - تعقيب وتحليل

تعقيب على رسالة مجهولة المصدر...

الرسالة نُشرت على صفحة الدكتور عبد المالك زغبة


أتحفنا الأستاذ زغبة عبد المالك عبر صفحته الشخصية بنسخة من رسالة يُجهل صاحبها أورد من خلالها جملة من الأسباب التي أدت بجيش التحرير الوطني - حسبه - بتنفيذ عملية يوم الثلاثاء 28 ماي 1957، حيث جرت وقائعها بـ"مشتى القصبة"، أين راح ضحيتها أزيد من 300 شخص بينهم أطفال ومجانين ومكفوفين ومرضى مقعدين وفلاحين بسطاء وأجانب (ضيوف) عن المنطقة، و16 مجاهدا تم إعدامهم (دون محاكمة لهم حسب مقررات مؤتمر الصومام 20 أوت 1956) لأنهم رفضوا تنفيذ الأوامر بذبح وقتل أناس عزّل..
وواضح أن صاحب الرسالة كان أحد منفذي الجريمة، حيث سطرها ردا على طلب شخص (مقرب) ثان استفسر عن الواقعة وأسبابها، وربما رغبة منه في معرفة ما حدث يومها بـ"القصبة"، ونلمس ذلك عندما بدأه بالقول "أخي العزيز تريد أن تعلم كيف حكم جيش التحرير بالعدم (بالاعدام) على ثلاثة مئة شخصا من بني يلمان اعلم لهذا الحكم أسباب..". وهنا لا بد لنا من فتح قوس قبل تناول ما جاء فيها من أسباب ومسوغات لتبرير ارتكاب الجريمة الشنعاء، وهو أن عدد الضحايا 300 شخص، وبالرغم من أنه امتنع عن ذكر أعمارهم وحالتهم الصحية إلا أن ذلك يفند روايات بعض شهادات قادة منطقة القبائل الذين تضاربت أقولهم بشأن عددهم (محمدي السعيد: 41 شخصا، عبد الحفيظ أمقران: 50 شخص تقريبا، عبد العزيز واعلي: 86 شخصا، جودي أتومي: 100 شخص تقريبا "وتارة ذكر: 150 شخص"...).
وعن الأسباب التي سردها فذكر:
1/ "تأييدهم الكامل لمتابعة جيش المصالي بقيادة بن لونيس".
معلوم أن أولى المجموعات المسلحة التابعة لجيش الحركة الوطنية الجزائرية (MNA) دخلت إلى المنطقة بداية عام 1955، ولقت بالجهة مساعدات من أهالي بني يلمان ومناطق مجاورة ك: ملوزة (أولاد جلال) الذين انضوى تحت لواءها أزيد من 30 رجلا، وهم معروفون هناك. وأيضا: الصمة، وأولاد الضاعن، وأولاد عنان، وأولاد مسلم (تاڨديت)، والخرابشة (تارمونت)، وأولاد تواتي (سيدي هجرس)، والبراردة (سيدي عيسى)..إلخ. هذه المجموعات قامت بعمليات نوعية كتدمير مدرسة فرنسية بـ"ملوزة" (أولاد جلال) بمساعدة رجالها المسلحين في جيش MNA، وأيضا نصبت كمين ببني يلمان في منطقة بوخدي للقوات الفرنسية، أسفر عن مقتل ضابطان ونحوا من 70 جنديا، وكلفتهم المعركة خسائر في العتاد. كما قاموا بحرق بريد أولاد عبد الله (سيدي هجرس) وقطع خط الهاتف الرابط بمركز سيدي عيسى. كل هذه الأعمال تمت في شهر ماي من عام 1956. فلماذا لم يتم إبادة القرى المذكورة التي قدمت يد المساعدة لجيش MNA؟
2/ "كل من دخل أرضهم من جيش التحرير قتلوه استشهد في ديارهم الملازم مزيان والعريف علاوة وسياسيون (04)".
هنا سأكتفي بنقل شهادة المحافظ السياسي للقسم لمدة قاربت الثلاث سنوات "عبد الرحمان بقة" الذي نقل شهادة على حادثة استشهاد سي مزيان بالمدينة الجديدة (مشتى لخرب)، حيث يقول:"حدثت هناك مناوشات، ورغم ذلك ذهب سي مزيان من بني شبانة في المخبأ (يقال له غار أفتيس) الذي أعددناه نحن بأيدينا (وهي حجة مردودة على من يروج أن أهالي بني يلمان يعادون جيش التحرير الوطني). جاء ليطلب الطعام لجنود فصيلته. قتل في الحين، وكان معه كاتبه الخاص. قاتله يدعى أحمد بوجملين (من سيدي هجرس). مع العلم أن سي مزيان (شهيد) وقاتله بوجملين (المصالي) كان إلى وقت قريب يحمل بطاقة عضوية (الجهاد)!!! كما لا ندري سر إخفاء الرواية الحقيقية لاستشهاد سي ناصر وسي البشير وسي أرزقي، ومعهم رابعهم، ومن وشى بهم (م.ع) إلى مركز الـ S.A.S!!!
3/ "وقعت اشتباكات بين جيش التحرير وجيش بلونيس المصالي في مرات استشهد خلق كثير في هذه الأحداث الصادرة بين الجيشين وهم سببه يعني بني يلمان".
على طول امتداد الرقعة الجغرافية لمنطقة القبائل جرت اشتباكات ومعارك بين جيش FLN وجيش MNA في كثير من المناطق ك: البويرة، وذراع الميزان، وواضية، وصدوق، وڨنزات، وڨرڨور، وبني بوعدو، وأملولين، وعين بسام، ومنرڨيل، وبني يعلى، وبرج زمورة، وجبل مڨنين ببرج أخريص، وسور الغزلان، وغيرها من المناطق. فهل يعقل أن تقع معركتان على تراب بني يلمان يعد مسوغا ومبررا مقنعا لأن تباد القرية عن بكرة أبيها!!!؟ ثم إلى ما كان يلمح صاحب الرسالة أن سبب المعارك أهالي بني يلمان (!!). وهم الذين وقعوا بين مطرقة الـ MNA وسندان الـ FLN، واكتوو بنيران صراعهما المسلح الدامي..
4/ "كانت مناورات ومناوشات بين فدائيي ملوزة من جهة جيش التحرير وفدائيي بني يلمان من جهة جيش بن لونيس".
إن المتأمل في الجملة التي أوردها صاحب الرسالة ها هنا وعدها من أسباب الجريمة، يجد أن "العروشية" كانت هي الأخرى سببا وعاملا في المجزرة، إذ تم توظيفها من قبل أجهزة المخابرات الفرنسية بقيادة النقيب الفرنسي غامبيط قائد الـ S.A.S بأولاد ثاير، الذي عرف جيدا كيف يستغل هذه الحزازات القديمة التي ترجع في جذورها إلى مقاومة الأمير عبد القادر وثورة 1871، وما تناول صاحب الرسالة - الذي لا أستبعد أن يكون كاتبها من منطقة مجاورة - لهذه الجزئية إلا لسبب واحد ووحيد وهو إعطاء مبرر للمدنيين حملة الفؤوس والمعاول والمناجل..و..و..لتنفيذهم للجريمة البشعة والمروعة. وإلا كيف يعقل ونحن نعلم أن توطيد جيش التحرير الوطني دعائمه بالجهة كان بعد شهر فيفري من عام 1957، وهو تاريخ استشهاد سي ناصر وسي البشير، وبعد أن أخليت لههم المنطقة عقب انسحاب المجموعات المسلحة التابعة لـ MNA، مع بقاء بعض المجموعات الصغير (جيوب) تتكون من 5 أفراد أو أكثر بقليل!!!!
5/ "كلما دخل جيش التحرير ملوزة كشفوه للعدو أو للاستعمار"
بالاضافة إلى ما قلناه سلفا حينما أوردنا شهادة "بقة عبد الرحمان" من أن جيش التحرير الوطني كان له ملجأ بمشتى لخرب على بعد 01 كلم تقريبا من مشتى القصبة، ذكرت جبهة التحرير في جريدة "المجاهد" أن منطقة ملوزة (بني يلمان) تعد من أكثر المناطق نشاطا في الكفاح، وكانت "مشتى القصبة" هي مقر قيادة جيش التحرير الوطني في المنطقة. وقد أكد هذا ممثل الأفلان في الندوة المنعقدة بتونس يوم 03 جوان 1957. ثم إن صاحب الرسالة نسي حادثة مهمة وهي استشهاد سي ناصر وسي البشير وسي أرزقي وبعض المدنيين رحمهم الله في منطقة "العشيشات" غرب ملوزة، بسبب وشاية المدعو (م.ع) من ملوزة!!!
6/ "سمع جيش التحرير بطلبهم من الحكمة (الحكومة) الفرنسية أن تجعل لهم مركزا وأنهم جندوا أنفسهم ضد الجيش (جيش) التحرير".
(سمع) فهل وجد منفذوا الجريمة مركزا عسكريا فرنسيا على أرض بني يلمان يوم 28 ماي 1957!؟ وهم العرش الوحيد من كل القرى والمداشر المحيطة الذين امتنعوا أن يتجندوا في صفوف "الحركى" بمركز الـ S.A.S في أولاد ثاير، وهذا الأخير كان يعج بالحركى والعملاء، بقيادة النقيب غامبيط الذي حاول مرارا أن يروض أهالي بني يلمان مثلما فعل في مناطق أخرى لكنه فشل، ولهذا دبر مؤامرته الجهنمية بالتنسق مع "المكتب الخامس"!!!؟ وهنا نطرح سؤالا: لما لم يقم جيش التحرير بإبادة عرش أولاد ثاير (بن داود) بالرغم من وجود المركز العسكري على أرض الواقع!!؟ مع أن رابح الثايري إبن المنطقة يعلم ذلك، في حين اكنفى أن يكون واحدا من منفذي الجريمة ضد أهالي عزّل!!!!
7/ "قصدهم جيش التحرير ليصدهم عن أعمالهم الخائنة ويرجعوا إلى سواء السبيل أو ينظر منهم ماذا يقولون والحالة أن جيش بن لونيس كان مخفيا في بعض المنازل ولا يشعرون به فأطلق نيرانه على حين غفلة فأصابت (03) جنود لذلك أهلكوا جميعا وكان جيش التحرير بقيادة عبد القادر البريكي أو السحنوني...".
هذه الرواية هي رواية أخرى تضاف إلى شهادات أخرى متناقضة حول الجريمة، حيث لم يرد هذا في تقرير الباريكي نفسه عندما ذكر أنه أثناء إلقاءه لكلمة بمشتى القصبة قام أحد الحضور في وجهه قائلا "نموت من أجل مصالي" وعلى إثر هذا بدأ المجزرة. ومما جاء في تقرير حول نشاط شهور: فيفري، مارس، أفريل، ماي، 1957، لقائد الناحية (04) الملازم الباريكي مايلي:
في يوم 29 ماي 1957 وقع اشتباك بين قواتنا وقوات مصالية في بني يلمان من الساعة الـ 07 صباحا إلى الساعة الـ 19 مساءا (وهي المدة الزمنية لتنفيذ الجريمة من الصباح الباكر إلى غاية غروب شمس ذلك اليوم)، حيث خسرنا 16 ميت (الجنود الذين تم اعداهم لأنهم رفضوا تنفيذ الأوامر بذبح وقتل الأهالي العزل) وجرح 24، بينما العدو (المدنيين) فخسائرهم لا تحصى (أزيد من 300 شخص...)، وقصف الطيران المكان (والأصح قصفت مشتى تاڨوست على بعد 01 كلم أو أقل من مشتى القصبة وقتلت إمرأة "سعاي ضياء" وقتلت حيوانات كانت ترعى بالحقول)!!!!

بقلم : محمد نبار




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إتصل بنا

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *