في التقرير الذي قام بإنجازه وإعداده كل من: أندري توماس وأندري شاتلان وهما دركيان فرنسيان بالفرقة العاشرة من فصيلة المسيلة التابعة لقسم برج بوعريريج، كتيبة سطيف، حيث أجرى المذكوران تحقيقا ميدانيا ودَوّنا في محضر تحت رقم: 895 المعلومات التالية:
على الساعة الرابعة (16:00) زوالا من يوم 29 ماي 1957، أجريّ اتصال من مركز قيادة السرية الرابعة - كتيبة الصبايحية الجزائرية بالمسيلة، أعلمنا فيه من طرف ضابط الاستعلامات بوقوع حادث قامت به مجموعة من "المتمردين" (حسب المحضر) تابعين لجبهة التحرير الوطني يوم 28 ماي 1957 عندما قاموا بإقتياد الرجال من مختلف مشاتي #بني_يلمان (لاحظ المحضر لم يأتي فيه ذكر #ملوزة كما روّجت أجهزة مخابرات السلطات الفرنسية فيما بعد) وجمعهم في #القصبة أين تم قتلهم هناك. وصرّح لنا هذا الضابط* أن ما بين 275 و 300 مطروحة على الأرض، وأن فرقة من الدبابات التابعة لوحدته قد إلتحقت بالمكان منذ حوالي ساعة**، وقد تعلل عدم تمكنه من النتقل مباشرة إلى المكان بسبب عدم قوة مرافقة. في يوم 30 ماي 1957، وعلى الساعة 09:00 صباحا تنقلنا رفقة كتيبة الصبايحية إلى دورا بني يلمان الذي وصلناه على الساعة 12:30 من نفس اليوم، وقد تعذر علينا التنقل إلى مكان المجزرة بمشتى القصبة.
بعد حضور الصحافة الفرنسية والعالمية إلى مسرح الجريمة من أجل تغطية الفاجعة التي ألمت بسكان بني يلمان تم إطلاق تسمية مكان وقوع المجزرة ب #ملوزة بدلا من #بني_يلمان أم جمع من مراسلي الصحافة العالمية ووكالات الأنباء التي تناقلت الموضوع عبر نطاق واسع عبر العالم، وبحسب الدركي #بول_بغاري (Paul Bagarie) في مقال له نشر على صفحات جريدة لوموند (Le Monde) الفرنسية (جريدة مخابراتية) عام 1984 فإن المجزرة وقعت بالقصبة التابعة لبني يلمان وليس ملوزة كما تناولت الصحافة أنذاك، وأرجع سبب ذلك إلى أن قرية ملوزة*** كانت النقطة الوحيدة المشار إليها على خريطة ميشلان (Michelin).
وفي شهادة لأحد ضباط فرنسا يدعى جان لاجونشير (Jean Lajonchere) كتب قائلا:"كنت أعمل في القطاع، استدعي جميع ضباط الأفواج إلى الاجتماع في خيمة بواد كبريت (Oued Kéberit)، وكان معنا جنرالان "فان وكسن وديفاري" (Van Huxen et Divary) إن لم تخني ذاكرتي جاءا على متن طائرتي هيلكوبتر ضخمتين من نوع "الموزة" (Bananes)..خاطبنا بلغة غريبة شيئا ما، على النحو التالي: تهانينا أيها السادة..كان لا بد من القيام بذلك ولكن علينا ألا نقول أننا نحن الذين فعلنا ذلك، يبدوا أنهم أخذوا بعض الصور وقد يتهمون #الفلاقة بذلك كما في #ملوزة (بني يلمان)..".
وللأسف، بعد الاستقلال وإلى يومنا هذا، لم تتجرأ السلطات المتعاقبة على قيادة البلاد فتح هذا الملف لأنها تدرك أيما إدراك أن فرنسا هي من كانت وراء الجريمة التي نفذها الملازم الباريكي بمعية جنود من منطقة القبائل وعرب من قرى مجاورة، وهذا الطرف يخاف أكثر من غيره إن تم معالجة القضية بموضوعية ووضعها في إطارها التاريخي البحت، لذا تراهم يسعون جاهدين لأن يعتموا الحقائق قدر الإمكان..
_________________
* غامبيط قائد مركز الصاص بأولاد ثاير كان قد وصل إلى مشتى الشهباء القريب من القصبة (03 كلم تقريبا) يوم 28 ماي 1957، حيث استنجدت به النساء والأطفال وبعض الرجال المتخلفين عن الاجتماع الكاذب والمزعوم، لكنه لم يحرك ساكنا!
** في اليوم الموالي (29 ماي) من وقوع الجريمة تؤكد السلطات الفرنسية عبر محضر الدركيان أن النقيب الفرنسي غامبيط وقف على جثث الضحايا بعد أن امتنع من التدخل لإيقاف وقوع كارثة حقيقية، ويذكر المؤرخ الفرنسي جاك سيمون أن النقيب كان يدرك تماما من وقوع مذبحة عامة للمسلمين في منتصف تلك الليلة!!
*** السلطات الفرنسية تدرك جيدا الفروقات الجغرافية بين قصبة بني يلمان وملوزة (أم اللوزة) المعروفة بأولاد جلال، وذلك بداية من عام 1840..
م.ن
على الساعة الرابعة (16:00) زوالا من يوم 29 ماي 1957، أجريّ اتصال من مركز قيادة السرية الرابعة - كتيبة الصبايحية الجزائرية بالمسيلة، أعلمنا فيه من طرف ضابط الاستعلامات بوقوع حادث قامت به مجموعة من "المتمردين" (حسب المحضر) تابعين لجبهة التحرير الوطني يوم 28 ماي 1957 عندما قاموا بإقتياد الرجال من مختلف مشاتي #بني_يلمان (لاحظ المحضر لم يأتي فيه ذكر #ملوزة كما روّجت أجهزة مخابرات السلطات الفرنسية فيما بعد) وجمعهم في #القصبة أين تم قتلهم هناك. وصرّح لنا هذا الضابط* أن ما بين 275 و 300 مطروحة على الأرض، وأن فرقة من الدبابات التابعة لوحدته قد إلتحقت بالمكان منذ حوالي ساعة**، وقد تعلل عدم تمكنه من النتقل مباشرة إلى المكان بسبب عدم قوة مرافقة. في يوم 30 ماي 1957، وعلى الساعة 09:00 صباحا تنقلنا رفقة كتيبة الصبايحية إلى دورا بني يلمان الذي وصلناه على الساعة 12:30 من نفس اليوم، وقد تعذر علينا التنقل إلى مكان المجزرة بمشتى القصبة.
بعد حضور الصحافة الفرنسية والعالمية إلى مسرح الجريمة من أجل تغطية الفاجعة التي ألمت بسكان بني يلمان تم إطلاق تسمية مكان وقوع المجزرة ب #ملوزة بدلا من #بني_يلمان أم جمع من مراسلي الصحافة العالمية ووكالات الأنباء التي تناقلت الموضوع عبر نطاق واسع عبر العالم، وبحسب الدركي #بول_بغاري (Paul Bagarie) في مقال له نشر على صفحات جريدة لوموند (Le Monde) الفرنسية (جريدة مخابراتية) عام 1984 فإن المجزرة وقعت بالقصبة التابعة لبني يلمان وليس ملوزة كما تناولت الصحافة أنذاك، وأرجع سبب ذلك إلى أن قرية ملوزة*** كانت النقطة الوحيدة المشار إليها على خريطة ميشلان (Michelin).
وفي شهادة لأحد ضباط فرنسا يدعى جان لاجونشير (Jean Lajonchere) كتب قائلا:"كنت أعمل في القطاع، استدعي جميع ضباط الأفواج إلى الاجتماع في خيمة بواد كبريت (Oued Kéberit)، وكان معنا جنرالان "فان وكسن وديفاري" (Van Huxen et Divary) إن لم تخني ذاكرتي جاءا على متن طائرتي هيلكوبتر ضخمتين من نوع "الموزة" (Bananes)..خاطبنا بلغة غريبة شيئا ما، على النحو التالي: تهانينا أيها السادة..كان لا بد من القيام بذلك ولكن علينا ألا نقول أننا نحن الذين فعلنا ذلك، يبدوا أنهم أخذوا بعض الصور وقد يتهمون #الفلاقة بذلك كما في #ملوزة (بني يلمان)..".
وللأسف، بعد الاستقلال وإلى يومنا هذا، لم تتجرأ السلطات المتعاقبة على قيادة البلاد فتح هذا الملف لأنها تدرك أيما إدراك أن فرنسا هي من كانت وراء الجريمة التي نفذها الملازم الباريكي بمعية جنود من منطقة القبائل وعرب من قرى مجاورة، وهذا الطرف يخاف أكثر من غيره إن تم معالجة القضية بموضوعية ووضعها في إطارها التاريخي البحت، لذا تراهم يسعون جاهدين لأن يعتموا الحقائق قدر الإمكان..
_________________
* غامبيط قائد مركز الصاص بأولاد ثاير كان قد وصل إلى مشتى الشهباء القريب من القصبة (03 كلم تقريبا) يوم 28 ماي 1957، حيث استنجدت به النساء والأطفال وبعض الرجال المتخلفين عن الاجتماع الكاذب والمزعوم، لكنه لم يحرك ساكنا!
** في اليوم الموالي (29 ماي) من وقوع الجريمة تؤكد السلطات الفرنسية عبر محضر الدركيان أن النقيب الفرنسي غامبيط وقف على جثث الضحايا بعد أن امتنع من التدخل لإيقاف وقوع كارثة حقيقية، ويذكر المؤرخ الفرنسي جاك سيمون أن النقيب كان يدرك تماما من وقوع مذبحة عامة للمسلمين في منتصف تلك الليلة!!
*** السلطات الفرنسية تدرك جيدا الفروقات الجغرافية بين قصبة بني يلمان وملوزة (أم اللوزة) المعروفة بأولاد جلال، وذلك بداية من عام 1840..
م.ن
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire