مَن أوقفَ ( الصباح) ؟
منشور لتحسيس الجهات الرسمية ، وإعلام الرأي العام
محمد جربوعة
في ظل انتشار وهيمنة الإعلام الفرنسي، فكّر بعض الأصدقاء منذ عامين في إطلاق علبة إنتاج ، أسموها الصباح .. مقرها في مدينة برج بوعريريج..لتكون المنتج الرئيسي لقناة أخذت الاسم ذاته ( الصباح) . كانت تبث على الياه سات ، والغولف سات (الكويت)..
قانونيا ، قامت علبة الإنتاج (الصباح) بالحصول على كل متطلبات نشاطها ، من تسجيل لدى ( أوندا) ، والحصول على ترخيص من وزارة الثقافة ، والحصول على سجل تجاري ... شأنها شأن الكثير من علب الإنتاج الإعلامي المنتشرة في البلاد ، والتي تحوّل الكثير منها إلى قنوات (غير مرخصة) تبث من داخل الوطن ..
هذا الأسبوع ، تم إغلاق علبة الإنتاج (الصباح) ..ومطالبة مالكيها بإغلاق قناة (الصباح) رغم أنها لا تبث من الجزائر ، وليست سوى قناة برامجية تبث برامج مسجلة في الأدب واللغة والتداوي بالأعشاب..
البرامج التي تنتجها الصباح ، تدور حول كل ما يدعم الثقافة الوطنية والهوية ، من برامج أدبية إلى برامج في اللغة ونحوها ..ولعل ذلك لم يعجب الكثيرين ..
اليوم ، في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب الجزائري إغلاق العديد من قنوات ضرار ، التي ساهمت في التضليل الإعلامي ونهب المال باسم ( الإشهار) والإساءة لوطن والشعب والرسالة الإعلامية، مع عدم وجود ترخيص يسمح لها لا بالنشاط ولا بالبث ... تأتي المفاجأة بإغلاق ( علبة الإنتاج الصباح) .. والضغط على أصحابها لإغلاق قناة الصباح التي تبث من خارج الوطن ..
فهل دفعت علبة إنتاج ( الصباح) ثمن توجهها ، وهي تستعد لإنتاج (فيلم عقبة بن نافع رضي الله عنه) ؟
ومن الذي يقف وراء الدفع باتجاه هذا القرار ؟
وهل يتحرك الأدباء والمثقفون الذين استضافتهم ( الصباح) تضامنا معها ، كما تحرك بعضهم للتضامن مع قنوات (علي حداد) ؟
ولصالح من يتم إسكات هذا الصوت الإعلامي الأصيل في هذا الوقت بالذات ؟
ولمَ يتم إغلاق الصباح دون العشرات من علب الإنتاج والقنوات التي تنشط في الوطن وتصوّر خارجيا دون حصولها حتى على رخص تصوير خارجي ؟
هل يندرج ذلك في مساعي التشويش على مشروع المتابعة والمحاسبة للفساد والمفسدين، بصب الماء في كل الاتجاهات وتمييع البوصلة ؟ وإعطاء انطباع حول كون المحاسبات اليوم تترك من يجب محاسبته فعلا ، لتركز على غيرهم.. وهو ما يعطي صورة سيئة عن مشروع العهد الجديد ..
أليس من العجب أن لا تتم ملاحقة الأوكار الإعلامية التي نهشت ولا تزال تنهش جسد هذا الوطن وثقافته وهويته .. بينما يتم إغلاق علبة الإنتاج الوحيدة التي يشهد متابعو برامجها بالتزامها ونظافتها ومسؤليتها ، بينما غيرها لا يزال يصول ويجول دون رادع ؟
وكيف يمكن بناء منظومة إعلامية جديدة تليق بالعهد النوفمبري الجديد ، إذا كان الخنق قد طال الصباح ذات التوجه الأصيل دون غيرها ؟
ملاحظة :
تعاونت مع علبة إنتاج الصباح في بداياتها ، وتوقف تعاوني معها منذ أكثر من عام .. غير أن واجبي الأخلاقي يملي عليّ التضامن معها والشهادة لصالحها ، وقد عرفتها عن كثب ، وعرفت خطها لذلك أرفع هذا التحسيس للجهات المعنية ، لفتح تحقيق حول الموضوع ..
ملاحظة ثانية :
تم الاتفاق المبدئي منذ شهر بيني وبين مسؤولي العلبة لإنتاج فيلم ( عقبة بن نافع) بعد أن أكمل كتابة السيناريو قريبا ، مع التوجه نحو البحث عن مصادر تمويل له .. وبعدها مباشرة تم إغلاق العلبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق