كيف غيّر التّيّار القبائلي المُتديّن الولاء و كيف أَفْسَدَ موازين/Scales القوّة في توظيفه لإزدواجية الخطاب بين : "تمزيغ الاسلام و أَسْلمة التّمزيغ"؟
عندما تضعف الدّولة المدنية و يشتدّ القهر و التعسّف يحتمي الفرد بالقبيلة أو العشيرة و هذا ما حدث في فترة ما بعد التّسعينات للتيار المُتديّن القبائلي في الجرجرة.
النّظام العشائري ل "تجماعت" سمح لهذا التّيّار القبائلي المُتديّن باسترجاع أنفاسه بعد أزمة التّسعينات أو أقلّ ما يُمكن قوله هو أنّ هذا التّيار وجد "الحماية و فرصة الإرتقاء" بين أسرته و قبيلته. هذا الحظّ لم يتمتّع به ضحايا "التّسعينات" في المناطق الأخرى بحكم غياب النّظام القبلي .
لقد تفطّن التّيّار العنصري التّمزيغي أنّ هذه هي فرصته في إحتضان التّيّار المُحافظ/المُتدَيّن القبائلي على أساس "الأخوّة العرقية/الثقافية" كما استسلم الكثير من القبائل المحافظين لذالك الإغراء و تلك الصّفقة الملعونة التي منحها إياهم المعبد العنصري التّمزيغي : "التّحالف مع عقيدة التّمزيغ مُقابل الأمن و الأمان" ، و من هنا بدأت تلك الشّراكة المشؤومة بين الحقّ و الباطل ؛ الشراكة بين عقيدة التّمزيغ الوثنية و عقيدة الإسلام التّوحيدية.
هذا ما عُرض عليهم و هذا ما أبدع فيه التّيار القبائلي المُحافظ/المُتديّن و ممكن أن نراه يومياً في تلك الّصّور الغريبة أين يظهر القبائلي المُتديّن يُعانق العلماني باسم الشراكة و المصلحة المشتركة في مشروع القبلجة و التّمزيغ.
لم يتردّد التّيار المُحافظ منذ حوالي 2003/2004 في تبنّي راية الفرشيطة و عقيدة التّمزيغ و أظهر براعةً و دهاءاً في إختراع معادلة أَسْكت بها الجميع:
البروتوكول الأوّل هو "أسلمة التّمزيغ" : يُخاطب العلمانيين و يقول لهم : "أنا أمازيغي مسلم و أمازيغيتي لن تنقص من إسلامي شيءاً .
البروتىكول الثاني هو "تمزيغ الإسلام و تجريده من اللغة العربية": يُخاطب العرب و يقول لهم بكلّ وقاحة و غباء: هذه أرض مازيغية و سوف نحتفظ بالاسلام و لكن نُحارب و نقضي على العرب و اللغة العربية و سوف نترجم الخطب و كل الشعائر الى لغة القبائلية.
هكذا أصبح التّيار المُحافظ/المُتديّن القبائلي شرساً في دفاعه على عقيدة التمزيغ الوثنية، لقد أصبح التيار المُتديّن القبائلي مُتطرّفاً عنصرياً في أمازيغيته ، أصبح شريكاً وفياً للعلمانيين يعمل و يجهد في تحقيق مشروعاً تمزيغيا وثنياً تحت راية الفرشيطة بمُباركة الزوايا و منظومة التّجماعت و يظنّ هذا التيار المُحافظ بكلّ وقاحة أنّ التيار العلماني غافلٌ عن تحرّكاته، بالعكس فإنّ التيار العلماني الزوافي قد نجح في تحقيق تلك الفجوة و تلك الكراهية بين المسلم القبائلي و المسلم العربي و سوف يجني ثماره قريباً.
إنّ التّيار المُحافظ/المُتديّن القبائلي الذي إعتنق ديانة التّمزيغ أخطر بكثير من الماك و أخطر من ffs و اخطر من rcd لأنّ هؤلاء كانوا الأقرب إلينا و سوف يبتلعهم و يقهرهم المعبد العلماني عندما يكرههم الجميع و يتخلّى عنهم الجميع و سوف يأتي زمناً تُمنع فيه الآذان و الصلاة و تُغلق المساجد و يضطرّ القبائلي للسّفر لأداء شعاره الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق