-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

Saturday, August 10, 2019

القادم .. يكتب محمد جربوعة:

القادم

محمد جربوعة
-----------------
مَنْ مَلَكَ القراءة الجيّدة للواقع ..مَلَكَ الواقع ..
وبين كل التوقعات والقراءات الاستشرافية ، التي تمتد من أقصى طرف التشاؤم والسواد ، إلى أقصى التفاؤل الذي يبلغ درجة الاستخفاف بالخصم .. أقدّم قراءتي هذه ، لتبقى الأيام وحدها كفيلة ببيان صاحب النظر الجليّ من الأعشى ومن الأعمى..
وهنا أحبّ أن أستجيب لأمانة التحليل المبني على مقدمات ، وإن كان لا يستجيب لما يريده بعض الذين لا يحبون أن يقول لهم المرء إلا ما يحبون سماعه ولو كان خطأ أو أضغاث أحلام وآمال. 
.............................
1- مشروعان ، بينهما لجنة حوار:
النظرة السطحية تظهر ثلاثة مشاريع :
أ- مشروع المؤسسة العسكرية ، الساعي إلى إجراء انتخابات في أقرب وقت .
ب- مشروع الدولة العميقة ، الساعي إلى إفشال الانتخابات والحصول على السلطة عبر هيئة رئاسية .. 
ج- مشروع الحوار والوساطة .
والحقيقة أنّ كِلا الطرفين ، وهما ( الجيش) و(الدولة العميقة) يريدان الاستفادة من لجنة الحوار ، وكل طرف من الطرفين يجذبها إلى نفسه ، ليجعلها لصالح مشروعه .. 
فالجيش يراهن على استعمال لجنة الحوار لبلوغ هيئة انتخابية ، ثم إجراء انتخابات .. بينما الدولة العميقة تراهن على استعمال اللجنة في إطالة عمر الأزمة لتعفين الوضع لصالحها .. لأن التعفين يعني تأجيل الانتخابات .. 
وهنا نكتشف أنّ التقسيم الثلاثي لمشاريع ، ليس صحيحا ، فهناك فقط مشروعان ( الجيش) و(العميقة) ، أما اللجنة فمجرد أداة يريد كل طرف استعمالها لصالحه .. 
سنلاحظ خلال أيام ، أن لجنة الحوار والوساطة ، ستنحاز إلى طرف من الطرفين .. لتختار ( العميقة والحراك)، أو (الجيش) .. وحين يحدث ذلك ، ستتحول إلى مجرد جزء يلتحق بأحد المشروعين ، لتبقى المعادلة ثنائية ( جيش) (عميقة) .. فإذا انحازت الجنة إلى رؤية الجيش ، فإنها ستتحول إلى خصم للعميقة ولمشروع الحراك والعصيان القادم ، وإن انحازت إلى الدولة العميقة ، فإنّ الجيش سيرفضها ، تماما كما تدخل من قبل ليحدّ من شططها حين اقترحت إطلاق سراح المعتقلين وفتح منافذ العاصمة .. 
وحين تلتحق لجنة الحوار بالجيش ، فإنّ الدولة العميقة ستعلن عليها الحرب جهارا ، وستعتبرها عدوا يجب مواجهته وإسقاطه وعدم مباركة نتائجه .. 
فهل سترضى شخصيات محسوبة فكريا وثقافيا على العميقة ، وهي اليوم من الجنة ، أن تخسر ودّ تيارها الفرنكوبربريستي ؟
ثمّ .. في أي بحر ستسبح (سمكة اللجنة)؟ في بحر الدولة العميقة بأحزابها وكياناتها التي ترفض اللجنة ؟ أم في بحر الموالاة من أفلان وأرندي وتاج ، ممن ترفضهم الجنة ؟ 
لا يحتاج الأمر إلى جواب .. واللجنة ستتلاشى عاجلا أو آجلا .. 
........................
2- البناء والفوضى :
يجب أن نفرق بين (الموجة الأولى) من الحراك ، و(الموجة الثانية) القادمة .. 
الموجة الأولى ، كانت تحاول إظهار (وطنيتها) وبأن مشروعها (مشروع بناء وطني) ، بإسقاط النظام وبناء (الجمهورية الثانية) . 
أما اليوم ، وقد خسرت الدولة العميقة الكثير ، وووصلت إلى طريق مسدود ، فإنّ (الموجة الثانية) لن تكون تحت شعار ( البناء والوطنية) ، بقدر ما ستكون تحت شعار ( الفوضى والاستعانة بالخارج جهارا) .. أو بمعنى آخر ( الفوضى والتدويل) .. 
هذان هما العنصران اللذان سيحكمان تحرك الدولة العميقة في (الموجة الثانية) من حراكها الذي يبدأ مع بداية الخريف .. 
....................
3- انتهاء فترة المناوبة الصيفية في الحراك:
لقد تلاشت المسيرات .. لكنّ الدولة العميقة لم تسحب كل أتباعها من الميدان يوم الجمعة والثلاثاء ، بل أبقت على ما يمكن اعتباره ( مداومة صيفية) تكرّس من خلالها تمسّكها بالشارع وإبقاءه تحت يدها .. لأنها إن تركته ، فستكون استعادته صعبة ، خاصة إن صدرت قوانين أو قرارات تمنع التظاهر مثلا ..
وبينما كانت أعداد من المتظاهرين تحافظ على الميدان بالمناوبة ، كانت مختبرات الدولة العميقة وغرف تخطيطها ، في الداخل والخارج ، منهمكة في رسم معالم (الموجة الثانية) التي ستبدأ مع الدخول الاجتماعي. 
وبرأيي ، فإنّ المسيرات ستبدأ في استعادة زخمها الجمعات القادمة ، وقد بدأ التخطيط لاستعادة الشارع ..من ذلك مثلا : 
أن يتم الاعتداء على حاملي لافتات ( باديسية) ثم تتم الدعوة بذكاء إلى نزول الباديسيين إلى الساحات لمناصرة إخوانهم الذين منعوا من رفع هذه اللافتات الجمعة الماضية.. وقد قرأت لبسطاء من التيار الأصيل يتداعون إلى النزول إلى الساحات للرد .. وهم في الحقيقة لا يفعلون أكثر من الاستجابة لمخطط الدولة العميقة لإعادة الزخم إلى الشارع .. 
............................
4- مشروع منع الانتخابات:
لا شكّ أن الصراع دائر اليوم على شيء واحد ، هو ( السلطة) .. لذلك يصطف الناس تجاه هذه السلطة صفين :
- صفٌّ يحاول إجراء انتخابات.. 
- وصفٌّ يستميت في عرقلة هذه الانتخابات .. 
وكل ما يراه الناس من ندوات ومسيرات وتصريحات وتحركات ، كله يصب في أحد هذين المشروعين .. 
غير أنّ ما أضحى مؤكدا ، هو أنّ فكرة ( منع الانتخابات) قد طفت إلى السطح بقوة وبلغة شرسة ، سمعناها عند شخصيات سياسية ودينية ، وعند أشخاص في المسيرات ، مفادها : ( لن نسمح بإجراء أي انتخابات).. 
أثناء الموجة الماضية من الحراك ، كانت هناك إمكانية عظيمة لإجراء انتخابات ، لأنّها كانت ستجري في ظل العنوان الأول للحراك ، وهو ( البناء والوطنية).. أما اليوم ، فقَدَرها أن تكون في ظل شعار (الفوضى) المعلن .. وتهديد ( لن نسمح بإجراء انتخابات .لم نترككم تفعلون ذلك) .. 
لقد كشفت الدولة العميقة عن أنيابها .. وجاهرت بعلاقتها مع الخارج وبدعواتها للجيش ليتمرد ..لتصير اللعبة مكشوفة دون ضوابط أخلاقية ..وهذا ما يجعل المستقبل مفتوحا على كل الاحتمالات غير الإنسانية وغير الأخلاقية . 
فهل تكفي اعتقالات عشرات أو مئات المفسدين لإجراء الانتخابات ؟ 
أم أنّ الأمر يحتاج إلى مخطط سياسي وإعلامي واسع ، ودقيق ، لمواجهة الفوضى المقررة أولا لحماية البلد والشعب ، ثم لإجراء الانتخابات ؟ 
.........................
5- العصيان الأسوَد القادم :
يقوم مشروع (الموجة الثانية) للدولة العميقة ، على فكرة ( صبّ الماء في كل الاتجاهات) أو بمعنى آخر ( توسيع الفتق على الراتق) ..ليعجز عن التحكّم بالأمور ، وبالتالي يفقد سيطرته على الوضع .. 
تصوّروا معي : (حرائق ، إضرابات ، عصيان مدني ، مسيرات في الشارع ، قطع للطرقات ، عمليات تخريب للمؤسسات .. دعوات للتمرد داخل الجيش ..تصعيد في الخارج لتأليب الغرب والذهاب نحو التدويل) .. ليبلغ الأمر ذروته في اليوم المحدد للانتخابات ، ليتم منعها بالفوضى . 
سيقول البعض : فإن الجيش آنذاك يصير مطالبا بالنزول إلى الشارع لحماية الانتخابات والمراكز والصناديق .. 
والجواب : أنّ هذا بالضبط ما ترغب الدولة العميقة في الحصول عليه ، لتعطي انطباعا لغرب عن (انتخابات بالدبابات) ... مع التفكير آنذاك في استدراج الجيش إلى أعمال عنف ..
هذه رؤيتي ..ولا يهمني الذين يظنون أنّ ما يحدث ليس سوى لعبة بسيطة ، اقتربت نهايتها .. 
هذه قراءتي .. التي قد يخالفها بعض البسطاء الذين يظنون أنّ دولة الظل بكل علاقاتها الخارجية وتداخلاتها في المجتمع ، ستترك مشروعها ومصالحها ، وترفع الراية البيضاء لخصومها ..
وستكشف الأيام ، أننا قد خسرنا فرصا كثيرة ، فقط لأننا لا نحسن التفكير .. وأن الأزمة عندنا هي أزمة أدمغة . 
مفتاح انتصار أي طرف هو : (الشعب) .. 
والطرف الذي سينتصر في الأخير ، ليس هو الذي يكون الشعب معه ..بل الذي يُظهر للعالم أنّ الشعب معه .. 
القضية قضية (صورة) ..لأن العالم اليوم تصنعه ( الصورة) .
الوسوم:

No comments:

Post a Comment

إتصل بنا

Contact Form

Name

Email *

Message *