في عددها 3843، الصادر يوم السبت 01 جوان 1957 نشرت جريدة "لوموند" - التي رافق مراسلوها مسؤول الإعلام الفرنسي "غورلان" إلى مسرح الجريمة بمشتى قصبة بني يلمان - مقالا بشأن مجزرة بني يلمان أوردت فيه: إن عصابة من جبهة التحرير الوطني أقدمت على تذبيح ما يقارب ال400 من رجال ملوزة (بني يلمان) ليلة الثلاثاء 28 ماي 1957، والواقعة جنود منطقة القبائل، وهي منطقة تابعة للحركة الوطنية الجزائرية، بحيث اكتشفت القوات العسكرية الفرنسية 300 جثة تم التنكيل بها. وبحسب ذات الجريدة، فإن سبب المذبحة هو لجوء أحد عناصر من جبهة التحرير الوطني (ضع سطرا تحت هذه الجملة!!) في المنطقة إلى السلطات الفرنسية من أجل تقديم معلومات عنها (أي جبهة التحرير) مقابل طلب الحماية...
وفي ندوة صحفية عقدتها جبهة التحرير الوطني يوم 03 جوان 1957 بتونس وسط الصحافة العالمية (من بين الصحف التي نقلت الندوة L'Humanité، في عددها الصادر يوم الثلاثاء 04 جوان 1957) ذكر مسؤولها (الذي نشط الندوة هم: فرانز فانون، وسي الحواس، وقاسي حماي أحد أعضاء مجلس الولاية الثالثة بقيادة العقيد محمدي السعيد) أن منطقة ملوزة (بني يلمان) كلها تابعة لجبهة التحرير الوطني، ولم تكن هناك معارك بين جبهة التحرير والحركة الوطنية*، وواصل مسؤول الجبهة مفندا بأن ما تروّج له السلطات الفرنسية من أن سبب المجزرة هو المواجهات بين الجبهة والحركة لا أساس له من الصحة.ثم واصل كلامه: أمامكم سي الحواس وهو عسكري وعضو في جيش التحرير، كان يكافح تحت قيادة بن بولعيد، وتقدم مطالبا من الحضور بأن يعيدوا قراءة ما ورد في جريدة "فرنس سوار" و"لوموند" من تناقضات.
وقد صرح سي الحواس أمام الصحافيين قائلا إن:
- ملوزة (بني يلمان) تقع على بعد 4 كلم عن مركز عسكري فرنسي**.
- الدوار تحلق عليه طائرات استطلاع يوميا من ال8:00 إلى 12:30***.
- معارك عديدة جرت في هذه المنطقة بين جيش التحرير والجيش الفرنسي****..
________________
* وقعت معركتان بين جبهة التحرير والحركة الوطنية على تراب بني يلمان.
** يقصد به مركز الصاص بأولاد ثاير - بن داود التابع لبرج بوعريريج، ويقع في الشمال الشرقي لبني يلمان.
*** الطائرات حلقت في سماء القصبة يوم تنفيذ عملية الإبادة.
**** المعركة الوحيدة التي جرت على أرض بني يلمان كانت شهر ماي 1956، بين قوات الحركة الوطنية والقوات الفرنسية.
------------------------
بقلم:الباحث محمد نبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق