بسم الله الرحمان الرحيم
الجزائر في 16 ربيع الثاني 1405 هجرية الموافق ل 08 جانفي 1985م
إحقاقا للحق وحفاظا على سلامة تاريخ جهاد الجزائر أشهد أن عائلة #بن_حالة قد شاركت في الثورة التحريرية مشاركة فعالة من بدايتها إلى نهايتها:
ففي أوائل إندلاع الثورة كانوا يوصون رؤساء القرى بمخالفة ما يأمر به الحاكم الفرنسي من التبليغ عن كل من يظن مشاركته في الثورة، بل يسترون عنه ويساعدونه ما استطاعوا.
وفي خريف 1955 اتصلوا بي لثقتهم فيّ، واتخذوني واسطة بينهم وبين جيش التحرير، فقدموا أسلحة كثيرة، وذخيرة حربية، وأموالا طائلة، وأدوية مختلفة، ينقلون كل ذلك من سطيف وبرج بوعريريج وغيرها، ورموا بكل ثقلهم في الثورة، ووضعوا شبانهم تحت تصرف الجيش والجبهة.
وعندما أصدر الجيش الأمر باستقالة كل موظف جزائري لدى فرنسا، استقال كل من تقلد منهم وظيفة ما بدون تردد.
أما إعدام الثورة لعميد العائلة الشيخ زين العابدين* وأخويه**، فقد كان خطأ ناشئا عن وشاية كاذبة، ممن قصدوا بذلك الانتقام منهم بدعوى أن لهم اتصالات بالمصاليين***، فصدق أحد قادة الثورة هذه الوشاية، فأمر بإعدام الثلاثة، ووضع كل رجال العائلة تحت الرقابة المشددة، فلما علم الكولونيل عميروش بما فعله الجيش بهذه العائلة، وكان علما بإخلاصهم للثورة ومشاركتهم الفعالة فيها، جاءهم وقدم إليهم إعتذراه عما أصابهم، وإنه مجرد غلط إذ لم تسمح ظروف الثورة المستعجلة بتقصي صحة التهمة أو بطلانها، وأطلق سراح المعتقلين، وكوّن منهم خلية من المسبلين كانوا عضدا وسندا قويا للثورة.
وعندما علمت السلطة الفرنسية بتكوين هذه الخلية بعثت بجيشها إلى مساكنهم، فقتلت منهم خمسة من خيرة شبابها، وخربت الديار، ونهبت الأموال، فبقيت ديارهم منذ ذلك خالية ونزح من بقى منهم حيا إلى مناطق أخرى، ثم لم تزدهم هذه النكبات إلا إخلاصا للثورة وتضحية بكل عزيز من أجلها.
والله على ما نقول وكيل
محمد الطاهر آيت علجت المقراوي
_____________
* كان ذلك عام 1956.
** بن حالة ابراهيم، وبن حالة النصير.
*** التهمة تسليم مجموعة من البنادق.
--------------------------------
الباحث محمد نبار.
No comments:
Post a Comment