ذبح أزيد من ثلاثمائة أعزل بدم بارد
يقول الباحث محمد نبار:
يتفق كل من "عبد الحفيظ أمقران" و"حمو عميروش" وأخرين بأن قائد الولاية الثالثة العقيد محمدي السعيد أعطى أوامره للملازم الباريكي عن طريق قائد المنطقة النقيب أعراب بأن يتنّقل إلى بني يلمان من أجل إلقاء القبض على المتسببين في مقتل (سي ناصر وسي البشير وسي أرزقي..)* كي تتم محاكمتهم، بمعنى: أنه لم تعطى له الأوامر بإبادة قرية كاملة من الذكور وإنما إلقاء القبض على البعض (أقول: بعض) من سكان القرية إن ثبتت التهمة ضدهم.
من جهته محمدي السعيد قائد الولاية - نفسه - أكد في رسالته التي بعث بها إلى وزير المجاهدين عام 1984، إستنادا على "تقرير النقيب أعراب قائد المنطقة الثانية"، بأن سكان بني يلمان كانوا يكشفون ويبلغون على تحركات جيش جبهة التحرير الوطني إلى القوات الفرنسية المتمركزة غير بعيد عن المنطقة**، مما تسبب في قطع الاتصال بين الشمال والجنوب وكذلك مع الشرق. وأضاف: لقد أصبح التموين صعبا جدا(بسبب موقع بني يلمان الذي وضعت على أطرافها خطا شال وموريس!!)، كون بعض (وليس كُل) سكان ملوزة (بني يلمان) الذين يَسْتقوُون بالحماية الفرنسية والحضور الفرنسي رافضين تقديم أي مساعدة (لجبهة التحرير)، ولهذا:
- إما مغادرة المنطقة وإخلاء المكان لأعوان الإستعمار (يقصد المصاليين) لتأسيس قاعدة ضدنا..
- أو القضاء على هذا العائق إلى الأبد (بإبادة قرية كاملة)..
ويقول محمدي السعيد إن الملازم الباريكي - حسب النقيب أعراب - إختار الحل الثاني (وهو الإبادة الجماعية لكل ذكور القرية)، وعند المجابهة اتحد كل من المصاليين*** وسكان المنطقة، فاستحال الفرز بينهما(!!!)، فحصل ما حصل.
إن ما تم ترديده على لسان العقيد نقلا عن "تقرير" نقيب المنطقة بشأن الحماية الفرنسية لبني يلمان وما وقع يوم المجزرة (28 ماي 1957) عندما ذكر إن استحالة التفريق بين المصاليين (المسلحين) والسكان (العزّل) هو ما تسبب في #ذبح وقتل أزيد من 300 شخص لا يوجد بينهم جندي واحد من جنود الحركة الوطنية تفنده ما جاء في الفقرة رقم: 12 من التقرير (أنظر الصورة) الذي أعده الملازم الباريكي نفسه، حيث قال: لا ندري كم قتلنا بالضبط، فعلى أقصى حد 70، وقد تدخل الطيران الفرنسي**** من الساعة 11 (صباحا) إلى 7:40 (مساءا) وقتل أكثر مما قتلنا. أي: ما يربو عن 300 شخص قتل تحت قصف الفرنسيين!!!.
___________
* استشهاد سي ناصر وسي البشير وسي أرزقي كان على أرض أولاد جلال - ملوزة، وتحديدا "العشيشات - الصيعان"، بسبب وشاية مواطن يدعى (م/ع)، معروف هناك. وكما سبق وأن قلنا فقد يكون الواشي اليوم مجاهدا لا يشق له غبار.
** المركز المقصود هو مركز الصاص بأولاد ثاير الذي كان تحت قيادة النقيب الفرنسي غامبيط. وهو مشيّد على أرض قرية "رابح بلجرو - الثايري" أحد الذين حضروا إجتماع 27 ماي 1957 ب"بني وقاق - برج بوعريريج"، هذا المركز كان يعج بالحركى والعملاء باستثناء بني يلمان. أين كان رابح الثايري ومن شارك معه في الجريمة من رجال القرى المجاورة من هذا المركز!؟ هل حجبت عنهم الأنظار حياله!؟ أم أن البطولة تصنع على حساب الأبرياء العزّل!!؟
*** في ختام التقرير (أنظر الصورة) ورد أن منفذي الجريمة ألقوا القبض على 3 جنود من المصاليين بلباسهم العسكري، وتم الإفراج عنهم وإطلاق سراحهم.
أيعقل أن تتم إبادة قرية كاملة بكل تلك الوحشية والهمجية وهم بالأساس مدنيون عزّل، والسبب موالاة مصالي والحركة المصالية، وفي الأخير يلقى القبض على من رفع السلاح في وجوههم ثم يطلق سراحهم!!!
**** الطيران الفرنسي الذي حلّق في سماء القصبة وكان قصف أطرافها، سقطت على إثر نيرانها إمرأة "سعاي ضياء" لا أكثر. وبعض الحيوانات التي كانت ترعى في الحقول هناك.
No comments:
Post a Comment