-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

Tuesday, March 17, 2020

كورونا لا تعنينا / بقلم محمد جربوعة



كورونا لا تعنينا
محمد جربوعة
الموت الأسود يدق أبواب عواصم الدنيا.. وهلعٌ كبير متزايد .. وقلوب تكاد تبلغ الحناجر..
ولا يليق بالعربي المسلم أن تكون نظرته إلى الأمور كنظرة غيره ، لذلك سأثير بعض ما يجب إثارته من أطراف الموضوع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، ألا وهو ( الكورونا) ..
ورأيي ، أن تعامل شعوب العالم مع الكورونا تعامل غير صحيح ، ذلك لأن الله تعالى يقول ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) ..
وواجب الناس في الجوائح إعادة النظر في كثير مما جاءت الجائحة لتنبههم إليه .
العالم الأول ، الغربي ، يريد أن ينقل شعور الخوف إلى شعوب منطقتنا ، فهل نحن معنيون بالخوف مثل شعوب الغرب ؟
هل الشعب السوري الذي كان طوال سنوات يموت منه يوميا مئات ، معنيّ بالخوف من كورونا ؟
هل الشعب العراقي الذي تعرض لأبشع أنواع الإبادة من طرف أمريكا وإيران وحلفائهما ، معنيّ بالخوف من كورونا ؟
هل الشعب الليبي الذي ضاع منه وطنه ، وتداعت إليه أمم الغرب من أتراك وإيطاليين وفرنسيين وروس ، معنيّ بالخوف من كورونا؟
هل الشعب اليمني معني بالخوف من كورونا ، وهو الذي قاسى الأمرّين لسنوات عجاف شديدات؟
هل الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأبشع مؤامرة عالية ، معني بالخوف من كورونا ؟
الخائف لا يخاف .. والذي يخاف هو الآمن .. وقديما قيل : ( ما لجرح بميت إيلام) ..
لا يقال للجرح الجديد الذي يقع على جرح قديم جرحا ..إنما الجرح في اللحم السليم ..
الشعوب التي عاشت تحت الخيام في برد الشتاء وحر الصيف ، والتي جاعت وتاهت في الملاجئ وفقدت أحلامها وأحبابها ، غير معنية بالخوف من فيروس تافه مثل فيروس كورونا ..
لقد كان الشعب السوري يباد لسنوات بأبشع من فيروس كورونا، ولم يهتم به هذا العالم المنافق المرعوب اليوم كالقط ..
وفي سنوات حصدت آلة الموت الأحمر مئات الآلاف من العراقيين ، وتشرد نصف الشعب العراقي ..ولم تهتم العالم المنافق ، ولم يسع عقلاؤه للبحث عن حل أو لقاح لوباء القتل الطائفي ..
وفي سنوات هجرت مدن ليبية بدعم من دول ترتعش اليوم من كورونا خوفا ..ولم يتحرك العالم ..
هل شعوبنا مخلوقة من نطف من ماء مهين ، ليكون موتها بالملايين طبيعيا ، بينما غيرنا من شعوب الأرض مخلوق من نطف بيبسيكولا ؟
كم أبادت كورونا ؟ آلاف الأشخاص ؟
في سوريا كان ألف شخص يبادون في يوم واحد في مدينة واحدة ..ولقي حتفهم ظلما مئات الآلاف من النساء والأطفال، ورغم ذلك لم يعلن العالم حالة الطوارئ..
فلمَ يجب عليّ اليوم أن أعلن حالة الطوارئ حين يستفحل الموت في شعوب لم تكن تبالي بآلام أطفال ونساء وشيوخ أمتي ؟
كان يمكن لشعوب العالم أن تنهى الظالم عن ظلمه وتأخذ على يده ، لا أن تستنكر إرادة الله حين تعاقب الظالم ..
هل سيقف العالم الغربي المتوحش وقفة تدبر وتأمل في هذه الجائحة ، فيستغفر عما فعله بالملايين من الذين أبادهم بوباء الظلم والجشع من عراقيين وسوريين وفلسطينيين ويمنيين وليبيين ؟
وباء كورونا لا يساوي شيئا أمام وباء الظلم الذي نشرته أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وروسيا وإيران وفرنسا وإيطاليا وتركيا في منطقتي العربية والإسلامية .. والدليل أن 12 مليون سوري لم يعدوا موجودين في سوريا ، بين ميت وشريد ومختف ..فهل تستطيع كورونا إبادة 12 مليونا في بلد واحد؟
ماذا يساوي ألف قتيل لكورونا أمام 12 مليون ضحية في سوريا وحدها ؟
وإذا كان وباء كورونا عذابا من الله للمتكبرين والظالمين ، فهل من واجبي أن أنكر هذا الانتقام القائم على العدل الإلهي لا الظلم.
نحن لنا تاريخ طويل مع كل أنواع الإبادة ، وقد تأقلمنا مع الموت فلم يعد يعنينا كثيرا ..لذلك فنحن نمارس اليوم التفرج على العالم الآمن وهو يكتشف الألم والموت الجماعي ..عساه يُعمل آلة القياس ، ليدرك كم عانت منطقتنا حين اجتاحها وباء الإبادات الجماعية التي مارستها إيران في المنطقة بمساعدة الغرب.
أتذكر بوجع يشبه وجع الطعنة ، ابتسامة الرئيس الأمريكي ترامب لنتنياهو منذ شهور ، حين أعلنت صفقة القرن ليباع الأقصى .. أذكر تلك البسمة الآثمة ، فهل سأغضب من الله حين يعاقب الذين ظلموا الأقصى ؟
وأتذكر حفلات التقاط الصور بين بوتين وروحاني وأردوغان على أنقاض المدن السورية المستضعفة .. فهل سأغضب من الجبار المنتقم إذا انتقم من الشعوب التي كانت تتداول صور أولئك الزعماء وتصفق لهم ؟
وأتذكر قهقهات زعماء إيطاليا وفرنسا وهم يقرعون كؤوس الأنخاب بعد خراب ليبيا ، فهل سأغضب من الله حين يعاقب الجناة ؟
يجب على القتلة والجناة أن يدركوا وهم يدوسون المستضعفين دوسا ، أن هناك قوة قاهرة عليا يمكن أن تنتقم منهم يوما ..
وحين يأتي ذلك اليوم ، ويرسل الله الكورونا التي هي جندي من جنود الله ، لا أملك إلا أن أعترف لله تعالى بعدالته في هذا العالم ، وفينا ، فقد تكبرنا وتجبرنا وأفسدنا وحاربنا الله ورسوله في قنواتنا الفضائية ، وبارزنا الله بالشرك الذي لا يغفره أبدا ..
أيها العالم الذي ادعى الربوبية زمنا ، لست ربا ..ولست سوى مخلوق ضعيف ..
ولئن كان الله قد أذل قارون المتجبّر بذبابة ، فقد أذل العالم المتجبر اليوم بمخلوق ميكروسكوبي أقل من الذبابة …
الأحق بالخوف من كورونا هو من عاش ظالما ، أو مصفقا للظالمين ، أو محاربا لله معاديا لشريعته ..أما المؤمنون فلهم الأمن وفي أمورهم كلها خير ..والحمد لله الذي يربط على قلوب عباده حين تطير وتطيش قلوب وعقول ..
الوسوم:

No comments:

Post a Comment

إتصل بنا

Contact Form

Name

Email *

Message *