لا شماتة..
أصدرت المحكمة بالأمس حكما بإيداع رئيس بلدية بني يلمان الحبس المؤقت رفقة أحد الموظّفين بتهم تتعلق بسوء التسيير ومخالفة القانون .. وترى المحكمة أن في هذه التجاوزات شبهة للفساد ..بينما يراها آخرون مكيدة نُسجت للإطاحة بالرجل، وليكن في علم الجميع أنني كنت من أشد المعارضين لسياسة هذا الرجل ، لا لشخصه كما كان يتوقع أو كما كان ينظر إليه بعض صبيان السياسة الذين هم اليوم أضحوا شامتين به بين عشية وضحاها ..وإن كانوا الأوائل المصطفين في صفّه...
ولكن الشاعر بعيد كل البعد عن ممارسات أصحاب المصالح الشخصية والضيّقة ، لا أمدد يدي طمعًا لحاجة ، ولا أشدّها ضنًّا على أبناء جلدتي ، بل إنني صاحب مبدإٍ .. لا أبيع الذمم ولا أبتاعها ، ثابتًا بمواقفي وتوجّهاتي ، فارسًا ذا قيمٍ حين يضعف خصمي في مرحلةٍ ما ، لا أشمت أحدًا ولا أُسرّ بمصائبِ أخٍ في الله وفي الوطن قد أخطأ وأصابَ.
نتّفقُ أو نختلف .. هي قضية أفكار ومبادئ ، بينما يراها الشعوبيون وتجّار الفتن لعبةً لا بدّ أن تنتهي لصالح جهةٍ ما ، مستغلين قضايا اجتماعية بالجملة تُحدث شرخًا بين أوساط المجتمع الواحد ، ولو نظرنا إلى هؤلاء جيّدًا ، لوجدناهم آفاتٍ على المجتمعات من كذب وزورٍ وتزوير و فسادٍ و انحلال في الأخلاق ..ومن تسريب أسرارٍ و تصنيع أباطيلٍ في غُرفِ السيّدات والسادة وأولياء النعم والقادة.
هؤلاء اليوم يأكلون لحم الرجل ، ويبرّحون به في المقاهي " فعل كذا وجاء بكذا واتفق على كذا" ،بينما هؤلاء هم الخطر الأكبر الذي يهدّد مستقبل البلدية ، ومستقبل هذا الجيل المظلوم والمسحوق، بممارساتهم المشينة وهم يطبخون في السر لانتخابات محليّة قادمة ، ويتآمرون على مستقبل أجيال لم تولد بعد، وسيظهرون ولو بعد حينٍ بقائمة شبّانية ظاهرها حقٌ وباطنها باطل، لاستغلال فئة من المجتمع يستطيعون جرّها جرَّ العربات بالعاطفة والخطابات الرنّانة ، مستعملين البهرجة كعادتهم، لأبشر القوم بخطر قادم وأسقط المقولة الشهيرة على هؤلاء " عادت ريمة إلى عادتها القديمة" .
ولا أطيل داعيا اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه .
--------------------------
بقلم : عبد الله دحدوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق