-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

Thursday, May 7, 2020

انتبه ، فهم يتسللون إلى عقلك ليبرمجوه - محمد جربوعة


انتبه ، فهم يتسللون إلى عقلك ليبرمجوه
محمد جربوعة
سأروي لكم قصة كانت رائجة في سوريا منذ سنوات ..تعلمون أن بعض السوريين قبل الأحداث ، كانوا يضعون صور حافظ الأسد أو بشار الأسد على سياراتهم وفي محلاتهم و...
وقيل إن سوريا وجهت جاسوسا لها ليكون في إسرائيل ..ولم يكتمل أسبوع حتى كشف الإسرائيليون أمر هذا الجاسوس السوري .. وحين سأل المحققين كيف كشفوا أمرهم ، أجابوه ببساطة : لأننا لا نضع صور الرئيس على سياراتنا ، وأنت منذ يومك الأول بيننا وضعت صورة شارون على سيارتك ، فعرفنا أنك من هناك .. 
اليوم ، يمكن أن ترى صور أردوغان أو ماكرون في آلاف الحسابات العربية ، لكن يستحيل أن ترى مواطنا تركيا يضع صورة رئيس أو زعيم دولة عربية ..  

هل رأيتم فرنسيا يضع صورة رئيس جزائري أو تونسي أو عراقي ، على حسابه في الفايسبوك ، مع حماسه لهذا الرئيس ومحاربته بني بلده من أجله ، وتمنّي أن يتدخل هذا الرئيس في فرنسا ويحتلها؟ 
هل رأيتم إيرانيا يضع صورة رئيس جزائري أو ليبي أو عراقي في حسابه ، ويحلم باليوم الذي يغزو فيه هذا الرئيس العربي إيران لقتل الإيرانيين وتحويلهم إلى لاجئين ومشردين ؟ 
هل رأيتم مواطنا تركيا واحدا يضع في حسابه صورة رئيس أو زعيم عربي ، ويحاول إقناع قومه الأتراك بأن احتلال هذا الرئيس العربي لبلدهم فيه خير وبركة ؟ 

وحتى إذا كان هذا الرئيس من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه يريد أن يحكم تركيا بالإسلام والعدل كما حكمها عمر بن الخطاب ، فإن الأتراك لن يقبلوا به ..لأنه غريب ..  
صار الليبي ممنوعا من التدخل في أمور بلده ، وإذا فعل فإنه يلاحق بتهمة ( التدخل السافر في شؤون الغير) ..وصار العراقي لا يستطيع أن يناقش أمور بلده ، باعتبار ذلك تدخلا في شؤون الغير .. وصار بعضهم يرى الفرنسي أو التركي أولى بمناقشة قضايانا الاقتصادية والأمنية والسياسية .. 
أتعلمون ؟
هناك دول تعتبر هذا خطا أحمر يعاقب عليه قانونها .. 
ما نتميز به عن غيرنا ، أننا أوفياء لهذه البلاد ، شرسون في الدفاع عنها .. كما ندافع عن حاضنتنا العربية ومحيطنا العربي ، لأن الأصل أننا شعب واحد مقسم على دول صنعتها اتفاقية سايكس بيكو ..
وصار العربي ممنوعا من التدخل في أموره الشخصية ، حتى أن الجزائر منعت من التدخل في الملف الليبي ، بينما غيرها يسرح ويمرح .

أنا مثلا ، حين أكتب عن ليبيا تثار العواصف ضدي ، فلا حق لي في قول أن ليبيا لليبيين .. ولا حق للجزائر في قول (إن الشعب الليبي بقبائله ، هو الوحيد الذي له الحق في تقرير مصيره) .. 
والداهية المُرّة ، أن هناك من الليبيين أنفسهم من اقتنع فعلا أنه ليس من حقه تقرير مصير بلده .. وأن الجيش الليبي ،وهو ليبي لا حق له في تسيير طائراته في أجواء ليبيا ، بينما للتركي  الحق في فعل ذلك .. وأن الجيش المصري إذا تدخل لمساعدة الليبيين يعد تدخله ارتزاقا ، بينما يجوز للجيش التركي العبث بليبيا .. 
لقد أقنعوا الكثيرين أنه لا يجوز لعربي أن يساعد عربيا ، وساووا بين مساعدة أي دولة عربية للشعب الليبي ، ومساعدة الأتراك أو الفرنسيين .. 

وبهذا المبدإ فإن المجاهدين الجزائريين الذين ساعدوا الشعب التونسي في ثورته التحريرية ضد فرنسا ، كانوا مرتزقة .. وأن المصريين حين أرسلوا كميات من البنادق إلى الثورة الجزائرية كانوا مرتزقة ، وأن العراق حين أرسل صكا ماليا لثورة الجزائرية كان مرتزقا ، وأن جيش الجزائر الذين شارك في حرب 67 ضد في فلسطين كان مرتزقا ، لأنه تدخل في بلد عربي آخر ، وأن الجيوش العربية التي خاضت حربي 67 و73 في فلسطين كانت جيوش مرتزقة .. 
لقد استطاع هؤلاء بمالهم ووسائل إعلامهم أن يتسللوا إلى العقل العربي وأن يدمروه ، ويجعلوه يخجل بتبني واجباته المنطقية ..
مثلا : هل هناك من يستطيع اليوم أن يقول بصراحة : إن من حق الجزائر وتونس والسعودية والإمارات ومصر التدخل في ليبيا ، لأننا بلد واحد قسمته سايكس بيكو ، ولأنت هناك اتفاقية لدفاع العربي المشترك ، ولأن سقوط أي دولة في المنطقة ، سيؤثر على جيرانها ؟

هل فهمتم لمَ قال نزار قباني ( أنا متعب بعروبتي) ؟
لقد استطاعوا تدميركم نفسيا ، فصار الجزائري لا يرى للجزائري والمصري الدفاع عن ليبيا وهي بلده ، بينما يجوز للأجنبي دخول أي بلد عربي .. 
لقد استطاعوا أن يقنعوكم أنه لا يجوز لبلد عضو في اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، التدخل في ليبيا ، لكن يجوز لناتو وأعضائه فعل ذلك .. 
لقد دمروا عندكم حلم (المغرب العربي) الذي يعد بلدا واحدا يسافر أبناؤه بين دوله بالبطاقة كأنما ينتقلون من ولاية إلى أخرى .. 
ولقد نجحوا في أن يعتبروا اقترابكم من أي بلد عربي خيانة ، ليربطوكم بعدها بإيران وفرنسا وتركيا .. 
حين أقدم السيسي على مذبحة رابعة ، كنا ضده ، وكنتُ ممن أصدر بيانا وكتب قصائد .. لأن الأمر عربي عربي ، وشأن داخلي ، لكن حين يتحول الأمر إلى صراع بين مصر العربية وتركيا ، فأنا أصطف مع مصر .. ومصر ليست هي السيسي ، بل هي بلادي التي فتحها عمرو بن العاص ولم يفتحها السلطان عبد الحميد .. 
وقد اختلفت مع السعودية لأجل قطر ، حين كان الأمر عربيا عربيا ، وشأنا داخليا ، وكانت قطر الأضعف ، لكن حين يتحول الأمر بعد ذلك إلى حلف لتركيا مع إيران ضد السعودية ، فمن واجبي أن أصطف مع السعودية ، وأن لا أصفق لصواريخ الحوثي وهي ترجم بلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما تفعل الجزيرة مستبشرة .. 
وقد اختلفت مع الإمارات ، والأمر طبيعي جدا ، شاعر عربي ينتقد سلطة سياسية ، كما فعل الشعراء دوما عبر التاريخ القديم والحديث ، لكن ذلك لا يعني أن أنزل إلى درجة معاداة أي إماراتي ولو كان ( غيثا) في مقابل التطبيل لأي عمل تركي ولو كان إرسال مساعدات إلى إسرائيل..   
ويوما ما انتقدت قرار قايد صالح رحمه الله في فتح حوار ، لكنني لم أكن أسمح لنفسي بالتخلي عن مساندة الرجل وهو يخوض معركته الوطنية ، رغم كل ما لحقني حتى على مستوى منعي من أمور خاصة كوثائق في وزارات معينة .. وحين مات قايد صالح رثيته ، أنا الذي لا يعرف شعري التملق .. 

الفارس يخوض معاركه بشرف .. لكنه يتبنى قاعدة الأسود التي ترى أنّ (الأسد لا يهاجم إلا انطلاقا من عرينه) .. 
فأنا قد أنتقد السياسة الجزائرية ، بكل شجاعة ، لكنني لا أطعن الجزائر ، وإذا فعلت ، فإنني أفعل وأنا في الجزائر ، لا في الخارج ، فانتقاد الجزائر من الخارج في رأيي يخرج الرجل عن قاعدة الأسود ..لكن نقدي لأي مسؤول أو قرار أو وضع ، لا يجب أن يكون جزءا من مشروع لتدمير الجزائر أو خيانتها .. 
نعم أنتقد ..لكن حين يجد الجد يجب أن أكون مثل الأمير عبد القادر والعربي بن مهيدي وعمر المختار وصدام حسين وأن أضحي من أجل الجزائر وبلادي العربية .. 
أنا لا أكتب هنا لذين لهم رأي آخر ، فهؤلاء لا يهمونني في شيء ، ولا ألتفت إليهم ، وهم عندي لا يختلفون عمن وقفوا مع فرنسا ضد الثورة .. ومع الطليان ضد عمر المختار .. 
أنا أكتب لمن يحملون ما أحمل من الدم والهمّ.. بأن يعيشوا رجالا أوفياء لوطنهم الجزائر ولوطنهم العربي الكبير الذي طالما غنوا له وهم تلاميذ في الابتدائي .. 

نحن لا نؤمن بالقومجية ، ولسنا قومجيين ، والدليل أننا ضد ما يفعله النظام السوري من موالاته لإيران ..لكنا نتبنى رؤية تبنى عليها الدول والأمم ، وهي تبني الثقافة والحضارة العربية الإسلامية ، بكل تفاصيلها .. 
وإني أرى تيارا واسعا في هذه المنطقة ، يخرج من تحت الرمال ، جميلا وضيئا .. يقول فيه الجزائري : لا أطعن ليبيا ..ويقول الليبي لا أسمح بطعن الجزائر من حدودها الغربية .. يالجزائر أحمي أخي التونسي ، ويقول التونسي وأنا فداء لأخي الجزائري ..ويقول العراقي : الأولى بالاستثمار في العراق الجزائر لا إيران ولا سوريا ، ويقول الجزائري ثقتي في الشعب الليبي عظيمة أن لا يسمح بأن تتحول ليبيا إلى بؤرة للشر وقاعدة أجنبية في محيطها .. 
بهذا فقط ، نصنع بلدا ، وعزا .. 
نصنع عزنا بدل التصفيق لأتراك والفرنسيين وهم يصنعون عزهم ..
الوسوم:

No comments:

Post a Comment

إتصل بنا

Contact Form

Name

Email *

Message *