المقابر الجنائزية ببني يلمان:
في أماكن متعددة من ربوع بني يلمان توجد مقابر قديمة (ثلاث مقابر قريبة من بعضها) كالتي تظهر في الصورة أسفله، وهي ذات شكل دائري (قطر قاعدتها في حدود 7 - 8 أمتار بالتقريب أما قطرها من الأعلى فيزيد على 2 متر). مع الأخذ بعين الاعتبار إلى عوامل الطبيعة التي أثرت فيها مع مرور الزمن..
هناك من أشار إليها وذكر بأنها قبور "الجثوات" الخاصة بالسكان المحليين القدامى التى تمتد إلى فترة ما قبل التاريخ، بحيث تم وضعها في مصف المباني ذات المواقع الجاثمة التي توجد في العديد من مواطن البحر الأبيض المتوسط، مثل تلك الموجودة بتونس (عين مزاتا).
في حين ذكر مجموعة من الباحثين بـ"المجلة الإفريقية" عام 1887 بأن إقليم ونوغة تكثر فيه أطلال المقابر "المغاليتية". هذه الأخيرة التي تنتشر في كل أنحاء العالم، إلا أن المحققين حددوها كظاهرة ثقافية ترتكز فقط في غرب البحر المتوسط وأوروبا الأطلنطية، والتي بدأت في أواخر العصر الحجري الحديث واستمرت حتى العصر البرونزي، بحيث تتطابق في ظاهرها مع بناء المقابر الأثرية المعروفة بـ" الدولمن"، والتي بداخلها يتم دفن أموات جماعة بشرية..
وفي سجلات ومذكرات خاصة بالجمعية الأثرية بقسنطينة أكد المشرفون عليها بعدما تمت حفريات في تبسة عام 1867 بأنه تم رصد العديد من المدافن ذات الشكل الدائري في نقاط مختلفة من مقاطعة قسنطينة، ك: الأوراس، ومجانة (برج بورعريرج)، وفي ونوغة (الإقليم)، وجبل المعاضيد، وجنوب بوسعادة وحتى الصحراء..
وعادت ذات المجموعة ودونت في "السجلات والمذكرات الخاصة بالجمعية الأثرية" بأنه في محيط باتنة تم العثور على نصب تذكاري وقبر خصصا لدفن ملكين نوميديين، وقد كانت أبعادهما أكبر، وإذ كان بناءها أكثر حرصا، فإننا ندرك في هندستها المعمارية الشكل الأكثر بدائية مقارنة بالمقابر التي عثر عليها في جبل المعاضيد وونوغة (الإقليم).
-------------------------
* تجدر الإشارة إلى أن الحجارة التي تظهر في الصورة الثانية توجد على مقربة 10 أمتار من القبور الثلاث التي تظهر في الصورة الأولى..
بقلم محمد نبار.
Oki
ردحذف