شهــــــــادات [8]
شهادة ڨويسم فطوم أرملة "زعبال لخضر"
كانت الساعة حوالي الثامنة (08:00) صباحا عندما التقينا "ڨويسم فطوم" (رحمها الله) في أحد شوارع "بني يلمان" صدفة، إمرأة عجوز يقارب عمرها الخامسة والسبعين، تتحدث إلى شيخ يقارب في السن، لحظة اللقاء لم أكن أعرف أن لهذه العجوز التي تئنّ من المرض والزمن حكاية "مشتى القصبة"، سألتها حول الموضوع علّها تفيدنا بشيئ، لكن كان للسؤال وقع ارتسمت إجابته على وجه العجوز الذي حفرت عليه الأيام والليالي جداول تصف قصة البؤس والألم الذي خلفته تلك المجزرة وأغرقته الدموع عندما حلت الذكرى واكتشفت والدموع تنهمر على وجهها، إنها أرملة "زعبال لخضر" أحد ضحايا ذلك الثلاثاء الأسود..
بكل أسى قالت:"كنت في عز شبابي عندما قررت أن أحزن كل عمري الباقي وأعيش متجولة في مدينة فقدت فيها "زوجي" وخالي "ڨرواو قويدر" وزوج أمي "عيسى"، وأبناء عمومتي "سعيد، عبد القادر، أحمد، محمد ڨويسم"(1)، في يوم واحد..إن الدموع لا تكفي لأبكي كل من فقدت، يومها كنت حاملا في الشهر السابع، وكان زوجي متجها لسماع خطبة في الجهاد ويعتقد أن الأمر متعلق بالاشتراكات التي سوف يدفعها الكل للمجاهدين، لذلك ترك الحصاد وإبنة عمرها أربع (04) سنوات وزوجة حاملا..لكن يد الغدر قتلت وغادرت ولم تترك لنا سوى "أقمار" من الرجال مرمية ولم يكن لدينا حيلة يومها سوى دفن أحبابنا وتوكيل الله على الغدر والغادرين".
---------------------------------------------------------
(*) يومية "الجزائر نيوز":"نساء ترملن في مجزرة مشتى القصبة... يشهدن"، عدد: 149، الأربعاء 7 جويلية 2004، صفحة: 08.
(1) ڨويسم سعيد بن المسعود وولداه: أحمد وعبد القادر، وشقيقه محمد. وقتل أيضا من العائلة: ڨويسم السعيد بن لخضر.
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen