إلماين: قرية العلماء..والشهداء.
تقع قرية "إلماين" أقصى شمال ولاية برج بوعريريج، حيث تقدر مساحتها ب: 71,70 كلم2، من أهم قراها: إلماين مقر البلدية، ولمطرذ، وأقلقال، وأولاد سيدي إيدير (أذرار)، وثاخراط، وأولاد حالّة، وأمزرراق، وثاكرومبالت (ثاخليشث)، وهناك قريتان إندثرتا بعد عام 1962 وهما: زرعة وأعشابو السفلية. وأيضا "الثعالبة" التي تقع ما وراء وادي إلماين مع حدود قرية بني ورثلان، وهي القرية التي ينحدر منها الشيخ الثعالبي، وكذلك "لمطرذ" الامتداد التاريخي والحضاري ل"إلماين" التي أنجبت الكثير من الأعلام الذين لا يشق لهم غبار هي الأخرى اندثرت، بحيث لا تزال معالمها الأثرية تؤكد ذلك. وبحسب الجريدة الرسمية الفرنسية الصادرة بتاريخ 10 أكتوبر 1896 فإن عرش "إلماين" تشكل حوالي القرن ال 11م (5ه) من طرف أسرة مغربية نزلت في ونوغة (إقليم ممتد ما بين جبال البيبان "برج بوعريريج" وسور الغزلان "البويرة").
وقد ذكر الشيخ الحسين الورثلاني في كتابه "نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار" المشهور ب"الرحلة الورثلانية" مايلي:"وأما أهل إلماين على ما تقرر من رسم الأشراف أنهم شرفاء من شرفاء يلمان الونوغي، كذا رأيته مزبورا فيها فإنه نص على أولاد عنان وهم "إلماين" والحمد لله لا يخلون من أهل الخير رجالا ونساءا، وذلك معلوم عندنا فقد شاهدنا ذلك منهم.."، وجدهم الشيخ حالّة بن عامر [عمر] الذي بعد وفاته إشترى ولداه "عنان" و"محمد" من قبيلة سيبوس التابعة لإمارة بجاية تلك الأرض، وقد ترك "عنان" ولدا إسمه "حالّة" الذي سميت باسمه عائلة لحسن بن حالّة قاضي عرش بني عباس (المتوفي عام 1881م) ومما ورد في عقد حرّره الشيخ أمحمد بن حالّة بيده عام (1219ه/1798م) محفوظ بالأرشيف الوطني أن نسبهم كالتالي: أمحمد بن محمد بن أحمد بن حالّة بن عنان بن حالّة بن عامر بن يلمان الونوغي الشريف.
أنجبت قرية "إلماين" الكثير من العلماء والمشايخ والأئمة والفقهاء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ أحمد أوغوبة (ت: القرن 7ه)، الشيخ أمحمد بن حالّة، الشيخ الطاهر بن حالّة، الشيخ زين العابدين بن حالّة، الشيخ العربي بن حالّة، الشيخ علي بن حالّة، الشيخ عبد الحميد بن حالّة، الشيخ الطاهر أوبتقة، الشيخ التواتي أوبتقة، الشيخ محمد الطاهر أويخلف، الشيخ بوجمعة أويخلف، الشيخ خالد أومقران، الشيخ عبد الكريم أومصباح، والشيخ الطاهر أومصباح، الشيخ محند أومصباح، الشيخ محمد الصديق بن يحي إلمايني الوقلقالي، وغيرهم من الأعلام.
ونشير إلى أن الشيخ أمحمد بن حالّة لما ذاع صيته تم استدعاءه من قِبل باي قسنطينة وعرض عليه مناصب دينية عدة، فأبى معترضا، قائلا له:"من للزوايا التي أنشأتها"، وقد ألح عليه كثيرا الباي حتى وصل به الأمر والحال أن صاهره، كما كانت للشيخ وإبنه "محند الشريف" علاقة وطيدة واتصالات مع الأمير عبد القادر. وبحسب الكتابات فإن للعائلة موروث هائل من المخطوطات القيمة والمجلدات والمراسلات كانت محفوظة بمكتبتهم، وخلال عملية التمشيط التي قام بها الجنرال "دوفور" عام 1956 أحرقت جلها بما فيها تلك المراسلات التي بين العائلة والأمير، وقد قامت القوات الفرنسية بحمل مجموعة منها على طائرات الهيلوكوبتر ورميها وبعثرتها في الهواء، كما أن بعضا منها تم نهبها وسرقتها. ولعل من غرائب الصدف التي وقت أثناء هذه الحملة هو تعرض قصبة بني يلمان إلى قصف الطائرات الفرنسية وإلي دكّ مدفعي في الشهر والسنة نفسها.
في بداية ثورة 1871 تمكّن المقراني قائد الثورة من تجنيد حوالي 400 فارس من منطقة "إلماين"، حيث هاجم برفقتهم على برج بوعريريج يوم 1871/03/16 بقيادة القائد: الحسين بن حالّة من أولاد حالّة وأخرين، وقد شاركوا في هجوم الباشاغا على المدينة صباحا، ومن أبرزهم: الحاج السعيد أولحسين، والحاج العربي أوحمودة من قرية سيدي إيدير، والشريف أوسيلين والشريف أوبزة من إلماين.
لم تتوانى ولم تتأخر قرية "إلماين" عند إندلاع شرارة الفاتح من شهر نوفمبر عام 1954، حيث إلتحق مبكرا بصفوف المجاهدين الكثير من أبناءها، ك: علي بن حالّة، ومحمد البشير بن راشدي، ومحمد أمقران، وعبد الله بن معزوزة، ومحمد أمزيان، القائمة طويلة يصعب علينا ذكر جميع أسماء من حملوا السلاح ورفعوا راية الجهاد ضد المستعمر الغاشم، وقد سقت من أبناءها ما لا يقل عن 400 شهيد منهم: محمد الشريف عماروش، ورشيد بن حالّة، وعثمان بن حالّة، ومحمد آكلي بن سيلين، وحسين أومصباح، والشريف بن الشيخ، وغيرهم، رحمهم الله.
----------------------------------------------
بقلم الباحث محمد نبار
وقد ذكر الشيخ الحسين الورثلاني في كتابه "نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار" المشهور ب"الرحلة الورثلانية" مايلي:"وأما أهل إلماين على ما تقرر من رسم الأشراف أنهم شرفاء من شرفاء يلمان الونوغي، كذا رأيته مزبورا فيها فإنه نص على أولاد عنان وهم "إلماين" والحمد لله لا يخلون من أهل الخير رجالا ونساءا، وذلك معلوم عندنا فقد شاهدنا ذلك منهم.."، وجدهم الشيخ حالّة بن عامر [عمر] الذي بعد وفاته إشترى ولداه "عنان" و"محمد" من قبيلة سيبوس التابعة لإمارة بجاية تلك الأرض، وقد ترك "عنان" ولدا إسمه "حالّة" الذي سميت باسمه عائلة لحسن بن حالّة قاضي عرش بني عباس (المتوفي عام 1881م) ومما ورد في عقد حرّره الشيخ أمحمد بن حالّة بيده عام (1219ه/1798م) محفوظ بالأرشيف الوطني أن نسبهم كالتالي: أمحمد بن محمد بن أحمد بن حالّة بن عنان بن حالّة بن عامر بن يلمان الونوغي الشريف.
أنجبت قرية "إلماين" الكثير من العلماء والمشايخ والأئمة والفقهاء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ أحمد أوغوبة (ت: القرن 7ه)، الشيخ أمحمد بن حالّة، الشيخ الطاهر بن حالّة، الشيخ زين العابدين بن حالّة، الشيخ العربي بن حالّة، الشيخ علي بن حالّة، الشيخ عبد الحميد بن حالّة، الشيخ الطاهر أوبتقة، الشيخ التواتي أوبتقة، الشيخ محمد الطاهر أويخلف، الشيخ بوجمعة أويخلف، الشيخ خالد أومقران، الشيخ عبد الكريم أومصباح، والشيخ الطاهر أومصباح، الشيخ محند أومصباح، الشيخ محمد الصديق بن يحي إلمايني الوقلقالي، وغيرهم من الأعلام.
ونشير إلى أن الشيخ أمحمد بن حالّة لما ذاع صيته تم استدعاءه من قِبل باي قسنطينة وعرض عليه مناصب دينية عدة، فأبى معترضا، قائلا له:"من للزوايا التي أنشأتها"، وقد ألح عليه كثيرا الباي حتى وصل به الأمر والحال أن صاهره، كما كانت للشيخ وإبنه "محند الشريف" علاقة وطيدة واتصالات مع الأمير عبد القادر. وبحسب الكتابات فإن للعائلة موروث هائل من المخطوطات القيمة والمجلدات والمراسلات كانت محفوظة بمكتبتهم، وخلال عملية التمشيط التي قام بها الجنرال "دوفور" عام 1956 أحرقت جلها بما فيها تلك المراسلات التي بين العائلة والأمير، وقد قامت القوات الفرنسية بحمل مجموعة منها على طائرات الهيلوكوبتر ورميها وبعثرتها في الهواء، كما أن بعضا منها تم نهبها وسرقتها. ولعل من غرائب الصدف التي وقت أثناء هذه الحملة هو تعرض قصبة بني يلمان إلى قصف الطائرات الفرنسية وإلي دكّ مدفعي في الشهر والسنة نفسها.
في بداية ثورة 1871 تمكّن المقراني قائد الثورة من تجنيد حوالي 400 فارس من منطقة "إلماين"، حيث هاجم برفقتهم على برج بوعريريج يوم 1871/03/16 بقيادة القائد: الحسين بن حالّة من أولاد حالّة وأخرين، وقد شاركوا في هجوم الباشاغا على المدينة صباحا، ومن أبرزهم: الحاج السعيد أولحسين، والحاج العربي أوحمودة من قرية سيدي إيدير، والشريف أوسيلين والشريف أوبزة من إلماين.
لم تتوانى ولم تتأخر قرية "إلماين" عند إندلاع شرارة الفاتح من شهر نوفمبر عام 1954، حيث إلتحق مبكرا بصفوف المجاهدين الكثير من أبناءها، ك: علي بن حالّة، ومحمد البشير بن راشدي، ومحمد أمقران، وعبد الله بن معزوزة، ومحمد أمزيان، القائمة طويلة يصعب علينا ذكر جميع أسماء من حملوا السلاح ورفعوا راية الجهاد ضد المستعمر الغاشم، وقد سقت من أبناءها ما لا يقل عن 400 شهيد منهم: محمد الشريف عماروش، ورشيد بن حالّة، وعثمان بن حالّة، ومحمد آكلي بن سيلين، وحسين أومصباح، والشريف بن الشيخ، وغيرهم، رحمهم الله.
----------------------------------------------
بقلم الباحث محمد نبار
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen