★ نكبة الأدارسة
يقول "ابن أبي زرع" في كتابه "روض القرطاس" أن "موسى بن أبي العافية" أجلى جميع الأدارسة عن بلادهم وأخرجهم من ديارهم، وملك مدينة "أصيلة" ومدينة "شالة" وغيرها من بلادهم، وساروا بأجمعهم إلى قلعة "حجر النسر"(1) مقهورين مغلوبين، فانحصروا بها، وهي حصن منيع بناه "محمد بن ابراهيم بن محمد بن القاسم بن ادريس" رضي الله عنه، طلع في عنان السماء، فنزل عليهم "ابن أبي العافية" واشتد عليهم الحصار، وأراد استئصالهم وقطع دابرهم، فعذله على ذلك رؤساء المغرب وأكابر أهل دولته، وقالوا له:"أتريد أن تقطع دابر أهل البيت من المغرب وتقتلهم أجمعين، هذا لا نوافقك عليه ولا نتركك له"، فاستحيا لذلك وارتحل عنهم إلى مدينة فاس وخلف عليهم قائده "أبا الفتح التسولي" في ألف فارس يمنعهم من التصرف، وذلك في سنة 317 هجرية(2). ويذكر القاضي بن حشلاف أن "موسى بن أبي العافية" هو من بدد شمل الأدارسة، وفرق جمعهم وسعى في قطع دارهم، ولما جار عليهم فروا من محل سلفهم وتفرقوا على البوادي والقفار..وورد في مخطوط "التحقيق في النسب الوثيق" للإمام العشماوي، مايلي:"..قال صاحب الحديث أول ذريتهم الكريمة: بنو جرمون، والسقفيون، وبنو ميمون، وبنو تودغير، وبنو جرمة، والخرشفيون، والسراغنة، والمراغدة، وبنو حمزة، والقاضيون، وبنو قلال، وبنو وكيل، وأولاد أبو عنان، ومغراوة، والبدريون، وبنو عون، وبنو عمران، وأولاد علي بن يحي، والعراقيون، وأولاد أبو بكر، وبنو مرين، وبنو زيان، واللحانيون، وبنو حرفص، وأولاد رحمون، وأولاد زكري، وأولاد أبو زكرياء، وبنو جنون، وأولاد سليمان، والزينيون، وأولاد خالد، وأولاد قايد، وأولاد سالم، وأولاد عبد الحليم، وأولاد الحاج علي، وبني يلمان(3)، وبنو يلول، وأولاد علي، وأولاد أبو علي، وسجرارة، والهلازيون، وبنو دلول، ومزاجة، والزرادلة، وأولاد أبو عائشة، وبنو عطلى، والقنوات، وونوغة(4)، وأولاد مهدي، والعلويون، وأولاد عبد الرزاق، وأولاد أبو زيد، وبنو كثير، وأولاد عبد العزيز، وأولاد الناصر، وأولاد عبد الحق، وأولاد عبد الصمد، وبنو رزين، وأولاد العباس، وأولاد أبو التقى، وأولاد عبد الله، وأولاد السكناوي، وأولاد نايل، وأولاد وادفل، وأولاد بوليف، والبريديون، وكل هؤلاء صرخة واحدة يعني إخوانا".
----------------------------------------------------------
(1) يوجد بقبيلة "سوماتة" من إقليم تيطوان.
(2) الموافق لـ 929 ميلادية.
(3) بني يلمان الواقعة أقصى شمال ولاية المسيلة (الجزائر)، شهدت أثناء ثورة التحرير الوطني جريمة مروعة، يوم 28 ماي 1957م، راح ضحيتها أزيد من 300 شخص، بينهم أطفال، ومجانين، ومكفوفين، ومرضى مقعدين..
(4) ونوغة: وهي تسمية تطلق على إقليم جغرافي يمتد ما بين "جبال البيبان" (برج بوعريريج) و"سور الغزلان" (البويرة)
الباحث محمد نبار اليلماني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire