سيكولوجية الجماهير التي تحمل أسفارا....
على لسان الحمار الفهيم.....
إن كنتم لا تعلمون الشيئ الكثير عما يعرفه حمار عالم حاذق فهيم من فنون تشييد و وضع البردعة بألوان و زركشات مختلفة، فإنكم قد تكونون سمعتم على الأقل بسوق أسبوعي تقام في مكان يسمى " ساحة البوسطة" تباع فيه الكثير من السلع و نسوق لها بالكثير من اليافطات و حتى الأغاني و الهتافات.
هذا اليوم يعتبر يوم شقاء لي و لرفقائي من كثرة ما نحمل على أظهرنا بما تنوء له أشد الدواب جلدا و قوة.
ففي يوم كل صباح جمعة ، يأتي سيدنا ليبدأ في وضع كل ما أنتجت و جادت به مزارعه من سلعة ليضعها فوق ظهورنا حتي تكاد ما نحمل من شوالات تمتلؤ عن آخرها ، و ما يكاد ينتهي من ذلك حتى يضيف اليه ما قد يحضره من منتوج و سلعة قد تأتي متأخرة أو على عجلة فتكاد تنقصم ظهورنا لفرط و ثقل ما نحمله.
و يشرح الحمار الفهيم كيف يلتحق و أمثاله بالسوق فيقول....
و لأننا " معشر الحمير" نستطيع أن نهتدي طريقَ السوق دونما حاجة إلى من يسوقنا إليه ، فإننا نلتقى عادة أنا و رفقائي عند الساعات الأولى في ساحة تلك السوق كي نتخذ و نفترش من الأماكن أحسنها و أبرزها، عَلَّ سلعتنا تلقى الرواج الذي يبتغيه لها سيدنا و إلا عدنا بها محملين كما جئنا فلا نصيب من تلك السوق إلا النصب و الأحمال الثقال و نضيع علينا علفا قد يقدم لنا آخر اليوم نظير نفوق ما بعناه من سلعة.
و يستطرد الحمار الفهيم ....
و لأن القطعان تحتاج إلى قائد على رأي " بوسطاف لوجون" ، فإنه قد يظهر علينا سيدنا الجديد لدقائق معلومات حتي يبث فينا الحماسة و يذكرنا جزيل العطاء الذي ينتظرنا إذا ما كان آخر النهار و عدنا إلى "مربطنا" في إنتظار سوق الأسبوع القادم.
و لعلكم تسائلتم من يكون سيدنا الجديد هذا ؟ و إلا إعتبرت نفسي و بنو زمرني أكثر ذكاءا و نباهة من كثير منكم...
لعلي لا أفشىي سرا إن أخبرتكم أني كنت مملوكا لفلاح طيب أنا و رفقائي فكنا نقضي جل أوقاتنا في اعمال الحرث و كل ما تقتضيه أشغال الفلاحة الجبلية و هو أمر غير سهل و قد يشق على كثير من بني زمرتي.
ثم يواصل الفهيم حاكيا عن سيده الجديد...
و بعدها إشتراني سيدي الجديد "فرانسوان" و هو شديد القسوة علي و على من معي ، حيث يحملني عادة ما لا أفهم سبب ذهابي به للسوق ؟؟ فرغم كوني حمارا أكاد أجزم ببوار هكذا سلعة حتي قبل عرضها في تلك الساحة ، لأن الناس ما عادت تشتري منا ما كنا نبيعه منذ زمن.
غير أنه و بالمقابل شديد السخاء بما يجزل الي من حسن الكلئ كلما صادف و راج بعض مما حملته و لم تعرف سلعته بوارا كاملا في ذلك اليوم.
و لأنني حمار فهيم ، كنت دائما أتسائل عن غباء سيدي الجديد و عدم إلمامه بما يمكن أن يكون رائجا في تلك السوق ؟؟؟
فهو دائما شديد الميل إلى أن تكون جُلُّ سلعه ذات لون أصفر مما لا يتماشى و ما يلبسه كثير ممن يرتاد تلك السوق، فمعظمهم يحب ما يميل الى الخضرة و الحمرة، غير أن سيدي الجديد يصر على صفرة سلعته و زرقتها أحيانا دون إعتبار لذوق بعض مرتادي سوق البوسطة الذين ليسوا على شاكلتنا.
ثم يردف الحمار الفهيم قائلا:.....
رغم كوني حمارا و قد لا أصلح إلا لحمل بردعة أو سلعة، إلا أني نصحت سيدي أن يغير من لون سلعته علها تصيب رواجا و نصيب من وراءها وافر العطاء و جزيل المكافأة.
فصادف و أخذ سيدي "فرونسوان" برأيي و غير لون سلعته من أزرق و أصفر إلى أخضر و أبيض و أحمر و تواعدنا أن نذهب بها إلى سوق ساحة البوسطة علنا نجد من يشتري منا بعضها و لو بدنانير معدودة..........
و سكت الحمار الفهيم عن الكلام المباح إلى سوق الأسبوع القادم.
بقلم : "بوسطاف لوجون"
" bostave le jaune"
على لسان الحمار الفهيم.....
إن كنتم لا تعلمون الشيئ الكثير عما يعرفه حمار عالم حاذق فهيم من فنون تشييد و وضع البردعة بألوان و زركشات مختلفة، فإنكم قد تكونون سمعتم على الأقل بسوق أسبوعي تقام في مكان يسمى " ساحة البوسطة" تباع فيه الكثير من السلع و نسوق لها بالكثير من اليافطات و حتى الأغاني و الهتافات.
هذا اليوم يعتبر يوم شقاء لي و لرفقائي من كثرة ما نحمل على أظهرنا بما تنوء له أشد الدواب جلدا و قوة.
ففي يوم كل صباح جمعة ، يأتي سيدنا ليبدأ في وضع كل ما أنتجت و جادت به مزارعه من سلعة ليضعها فوق ظهورنا حتي تكاد ما نحمل من شوالات تمتلؤ عن آخرها ، و ما يكاد ينتهي من ذلك حتى يضيف اليه ما قد يحضره من منتوج و سلعة قد تأتي متأخرة أو على عجلة فتكاد تنقصم ظهورنا لفرط و ثقل ما نحمله.
و يشرح الحمار الفهيم كيف يلتحق و أمثاله بالسوق فيقول....
و لأننا " معشر الحمير" نستطيع أن نهتدي طريقَ السوق دونما حاجة إلى من يسوقنا إليه ، فإننا نلتقى عادة أنا و رفقائي عند الساعات الأولى في ساحة تلك السوق كي نتخذ و نفترش من الأماكن أحسنها و أبرزها، عَلَّ سلعتنا تلقى الرواج الذي يبتغيه لها سيدنا و إلا عدنا بها محملين كما جئنا فلا نصيب من تلك السوق إلا النصب و الأحمال الثقال و نضيع علينا علفا قد يقدم لنا آخر اليوم نظير نفوق ما بعناه من سلعة.
و يستطرد الحمار الفهيم ....
و لأن القطعان تحتاج إلى قائد على رأي " بوسطاف لوجون" ، فإنه قد يظهر علينا سيدنا الجديد لدقائق معلومات حتي يبث فينا الحماسة و يذكرنا جزيل العطاء الذي ينتظرنا إذا ما كان آخر النهار و عدنا إلى "مربطنا" في إنتظار سوق الأسبوع القادم.
و لعلكم تسائلتم من يكون سيدنا الجديد هذا ؟ و إلا إعتبرت نفسي و بنو زمرني أكثر ذكاءا و نباهة من كثير منكم...
لعلي لا أفشىي سرا إن أخبرتكم أني كنت مملوكا لفلاح طيب أنا و رفقائي فكنا نقضي جل أوقاتنا في اعمال الحرث و كل ما تقتضيه أشغال الفلاحة الجبلية و هو أمر غير سهل و قد يشق على كثير من بني زمرتي.
ثم يواصل الفهيم حاكيا عن سيده الجديد...
و بعدها إشتراني سيدي الجديد "فرانسوان" و هو شديد القسوة علي و على من معي ، حيث يحملني عادة ما لا أفهم سبب ذهابي به للسوق ؟؟ فرغم كوني حمارا أكاد أجزم ببوار هكذا سلعة حتي قبل عرضها في تلك الساحة ، لأن الناس ما عادت تشتري منا ما كنا نبيعه منذ زمن.
غير أنه و بالمقابل شديد السخاء بما يجزل الي من حسن الكلئ كلما صادف و راج بعض مما حملته و لم تعرف سلعته بوارا كاملا في ذلك اليوم.
و لأنني حمار فهيم ، كنت دائما أتسائل عن غباء سيدي الجديد و عدم إلمامه بما يمكن أن يكون رائجا في تلك السوق ؟؟؟
فهو دائما شديد الميل إلى أن تكون جُلُّ سلعه ذات لون أصفر مما لا يتماشى و ما يلبسه كثير ممن يرتاد تلك السوق، فمعظمهم يحب ما يميل الى الخضرة و الحمرة، غير أن سيدي الجديد يصر على صفرة سلعته و زرقتها أحيانا دون إعتبار لذوق بعض مرتادي سوق البوسطة الذين ليسوا على شاكلتنا.
ثم يردف الحمار الفهيم قائلا:.....
رغم كوني حمارا و قد لا أصلح إلا لحمل بردعة أو سلعة، إلا أني نصحت سيدي أن يغير من لون سلعته علها تصيب رواجا و نصيب من وراءها وافر العطاء و جزيل المكافأة.
فصادف و أخذ سيدي "فرونسوان" برأيي و غير لون سلعته من أزرق و أصفر إلى أخضر و أبيض و أحمر و تواعدنا أن نذهب بها إلى سوق ساحة البوسطة علنا نجد من يشتري منا بعضها و لو بدنانير معدودة..........
و سكت الحمار الفهيم عن الكلام المباح إلى سوق الأسبوع القادم.
بقلم : "بوسطاف لوجون"
" bostave le jaune"
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen