-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

vendredi 26 juillet 2019

هدوء

محمد جربوعة 
1-
ما قرأته هذا المساء من عبارات الإحباط واليأس والصدمة ، عند الكثير من الطيبين ، يفرض عليّ أن أكتبَ ، ما يمكنه أن يخفّف عن هؤلاء ، ويوجههم الوجهة التي يستدعيها الواجب لا التي تتطلبها خيبة الأمل .. 
والذين يبنون مواقفهم ويضبطون انفعالاتهم على ( المعنى الحقيقي للسياسة) بكل ما فيه من احتمالات الربح والخسارة ، يعرفون أنّ مثل هذه الهزات ، لا يجب أن تؤثر أبدا في الذين يملكون مشاريع جادة .. 
أما أولئك العاطفيون الذين لهم القابلية للانهيار بسبب قرار سياسيّ تماما كانهيارهم بسبب (هَجْر حبيب) .. فأقلّ ما يقال فيهم أنهم (مراهقون) سياسيا وعاطفيا ..
الآن ، وأكثر من أي وقت مضى ، على التيار الأصيل في الجزائر ، أن يعلم أنه لن يحكّ جلده غير ظفره .. وأن يدرك أنّ أمامنا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى ، واجبَ الانتظام والتكتل وترك الانسياق الغبيّ لصَبْيَنَة هذا المشروع العظيم ، وتحويله إلى مجرد مصفّق لغيره .. 
يجب علينا أن نعترف أنه في الوقت الذي كان فيه التيار المقابل ، ينشط سياسيا لافتكاك مكاسب سياسية ، كان التيار النوفمبري الباديسي يمارس مهمة (الجمهور المشجّع) لمشروع الأمن والقضاء .. يتتبع أخبار الاعتقالات والمحاكمات ويصفق لها .. وفرق بقين من يمارس السياسة ومن يمارس التصفيق لقاض أو لرجل أمن يقوم بواجباته ، دون أن يكون له عمل سياسي .. 
لقد تعرضنا لأبشع هجوم حين سفّهنا عملية جرّ تيار كامل ، إلى سراديب مظلمة وطلاسم خفية ، كالسيناتور والعذراء والبتراء و...
ثم تعرضنا لأبشع هجوم من التيار نفسه ، حين أراد بعضهم جره في عز المعركة ، ليخوض معركته ضد ( صحيح البخاري) بدل خوضها ضد ( ضعيف الفرنسي) ..
ثم حدث مثل ذلك .. حين قلنا إن جرّ هذا التيار ليبصم على فكرة (الحوار) ويباركها ، يعد أكبر انتكاسة تكشف غباء من يفعلون ذلك ، لأن الحوار ليس مشروعا لهذا التيار ولن يكون ..بل مشروعه الحقيقي هو الانتخابات المباشرة .. 
ثمّ حدث أكثر من ذلك حين قلنا ، إنّ التيار يجب أن يفرز واجهته السياسية المدنية ، ولم يعجب قولنا ذاك الكثير من صبيان السياسة .. 
اليوم ... وأمام صدمة ( لجنة الحوار) صمت كل أولئك الذين صدّعوا رؤوسنا ، بالكثير من المخدرات التي لا علاقة لها بالقراءة السياسية العالية والعميقة .. 
صنفان سيسقطان الآن :
الذين هم مجرد ظل لغيرهم ، ولذلك فهم لا يحسنون اللعب في الميدان ، وكل ما يحسنونه هو التصفيق .
والذين يملكون قلوب دجاج ، وترتجف ركبهم لأدنى صدمة .. 
أما الذين يؤمنون معنا ، بأنّ الأغلبية الشعبية هي أصل المشروع لا التابع فيه ، فإنهم اليوم يعلنون انتصار رؤيتهم وقراءتهم السياسية ، ويؤكدون على أنهم الأقدر على فهم الأمور وتمثيل هذا التيار .. 
..............................
2-
منذ أيام تسرب كلام للسفير الفرنسي ، يتحدث فيه صراحة عن كون مصلحة بلاده في الجزائر تدفعه باتجاه تأييد الذهاب إلى انتخابات رئاسية .. 
هذا الموقف يعني الكثير .. 
في تلك الأثناء ، حيث بدا أن بعض الفصائل المرتبطة بفرنسا ، قد تراجعت عن مواقفها ، لتدفع باتجاه (الحوار) و(الانتخابات) ، تحرك طرف آخر وهو المقرب من (قطر) عبر قناة المغاربية ، ليشن حملة شعواء على ( عبد الرحمن عرعار ، الذي اقترح قائمة (13) ، وعلى موقف السفير الفرنسي ، الذي اعتبرته قناة المغاربية في حملتها عليه ( مخيبا للآمال) و(ردة) و(انقلابا في الموقف) و(طعنا في ظهر المعارضة) .. 
وظهر في الساحة موقفان ، موقف ( الذين سيؤيدون لجنة الحوار) ، ممن كانوا ضمن تيار المعارضة ، قبل أن يتماهوا مع موقف (السفير الفرنسي) ..وموقف (قناة المغاربية ، وممثلي الطرف القطري في المعارضة) .. 
وهذا الصراح سيراه الذين لم يكونوا يرونه منذ أياما لقصور رؤيتهم ، سيرونه واضحا اليوم جليا .. 
وإذن فعندنا اليوم في المعارضة التقليدية ثلاثة أقطاب : 
1- القطب القريب من الموقف الفرنسي المبارك للحوار وللانتخابات .. 
2- القطب القطري ، القريب من المغاربية وبعض رموز المعارضة في الخارج .، والرافض للحوار وللجنة الحوار المختارة ، والذي سيتبنى أدبيات تخوينية لكل من يشارك في الحوار أو يلبي دعوته ، وسيعمل على إعادة بعث الحراك . 
3- القطب الإسلامي ، الذي كان يسمى ( الانتقال الديمقراطي) ، والذي خرج من المولد بلا حمص ، بعد أن اكتشف حلفاؤه من غير الإسلاميين حقيقة (صفقة شنين) .. 
وطبعا ، فقد أخذ القطب الأول ( لجنة الحوار) ، بينما أخذ القطب الثالث ( رئاسة البرلمان) ..
بينما أخذ القطب الثاني (الريح) .. وهو ما يجعلني أستحضر قول القائل : 
(قد رمى المهديّ ظبيا / شكَّ بالسهم فؤادهْ
وعليّ بنُ سليمان رمى كلبا فصادهْ 
فهنيئا لهما كلّ امرئٍ يأكل زادَهْ)
أما الذين كانوا مجرد أدوات تصفيق من التيار البوفمبري الباديسي، فقد أخذوا ما تأخذه عادة جماهير كرة القدم ، بعد حصول (اللاعبين) و(المسيرين) على المليارات ..
3- 
هل ستؤثر لجنة الحوار هذه ، على حماس الناس للانتخابات ؟ 
وهل ستؤثر على مصداقية الانتخابات ونزاهتها ؟
أظن أن واجب التيار الأصيل الآن ، هو المراقبة الدقيقة والهادئة ، لما يجري ، للحكم ، ليس على (الحوار) ، ولكن على (الانتخابات) نفسها .. 
أما دون ذلك ، فلا يمكن للقبول بشخص في لجنة حوار أن يكون امتحانا لوطنية أي شخص أو تيار .. ولأي شخص الحرية المطلقة في قبول لجنة الحوار أو رفضها . 
بل من حق أيّ جزائري ، في إطار العمل السياسي الناضج ، أن يقبل الحوار أصلا أو يرفضه . 
4- 
سيعيد كثيرون تموقعهم واصطفافهم .. 
هناك من كان ضد الباءات ، لكنه الآن راض بلجنة الحوار ، وسيترك الحراك .. 
هناك من ستكون لجنة الحوار بشكلها الحالي ، دافعا له ليعيد بلورة مشروع الحراك ، باعتبار أن ما حدث يعد التفافا على مطالب الحراك .
هناك من سيفقد البوصلة .. الإسلاميون.. 
ستتشكل تحالفات جديدة بين خصوم سابقين، وخصومات جديدة بين حلفاء سابقين .. 
أما واجب تيار الأغلبية الشعبية الآن ، فهو أن يراقب ..فقط يراقب .. ليعلن في الأخير دخوله الانتخابات من عدمه .. وليكون موقفه موقف تيار ناضج ، سواء بالمشاركة أو المقاطعة .. ليحافظ على نفسه ، ولئلا تعصف به أول محطة وأول امتحان ، ألا وهو امتحان ( الانتخابات القادمة) . 
فقط يجب على هذا التيار أن يفرز قيادته في أقرب وقت ، لئلا يحدث له ما حدث للحراك حين فشل في إنتاج ممثليه ، فخرج صفر اليدين .. 
أقول لكل الذين يؤمنون بمشروع الأغلبية ، الواعي والناضج : ما حدث ليس نهاية العالم ..ولم تسقط من السموات السبع واحدة .. فالهدوء .. ففي مثل هذه اللحظات الصادمة ، لا يبقى رابط الجأش وهادئ الأعصاب غير من يمتلك الدهاء السياسي الذي هو شرط في الاستمرار والنجاح.
نحن قوة في الشارع ..ولا يمكن لأيّ شيء مهما كان أن يعيدنا إلى خانة الهوان ..
الوسوم:

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إتصل بنا

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *