-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

Mittwoch, 14. August 2019

الحراك والتيار الباديسي ممنوعان من المشاركة في الحوار

يقول علماء الاجتماع ( الأسرة معلومة، أمّا الأُمّة فمتخيّلة)..
حين تقول أسرتي ، فإنك تقصد أشخاصا تعرفهم..أما حين تقول ( الأمة الإسلامية) ، فإنك تقصد ملياري شخص تتخيلهم فقط ، ولا تعرفهم ..بل لا تعرف عدد الرجال منهم من عدد النساء ، ولا عدد الأطفال من البالغين ..أنت تتحدث عن كتلة متخيلة ..
والكتل المتخيلة عادة ، لا يُبنى عليها في السياسة ، ولا في الاستراتيجيا ..لأن فِعْلَها يكون أيضا متخيلا ، لا يمكن الوثوق به ..
مثلا تقول : ( إذا اعتدى الكفار على الكعبة ، فإن الأمة الإسلامية سترد وتفعل كذا وكذا )...فهذا رأيك التخيل ..وقد تتعرض الكعبة للأذى ولا يحدث شيء مما تصورته ..
من هذه الزاوية ، يمكن أن ننظر إلى (الحراك) ..فالحراك الذي بلغ في لحظة ما 17 مليون نسمة في شوارع الجزائر ..ليس سوى (كتلة متخيلة) ، لا أهمية لها في لعبة السياسة ..وأهمّ من هذه الملايين، شخصية واحدة معروفة أو حزب من ألف مناضل ..
لذلك ، فإن أي عملية حوار ، أو تفاوض ، أو تدافع سياسي ، ستكون أطرافها من شخصيات وكيانات وأحزاب معروفة ...لا من ملايين وهمية .
لهذا تتعامل السلطة اليوم مع أحزاب وشخصيات سياسية ولا تتعامل مع الحراك ..كما تستدعي لجنة الحوار والوساطة أحزابا ونقابات وشخصيات ، لكنها تستبعد الحراك ..
هذا الأمر طبيعي جدا ..لأن الحراك في حكم المعدوم ، وهو والهواء سواء ..
ولنفترض أن السلطة أو لجنة الحوار ، قررت التحاور مع الحراك ..فمع من تتحاور ؟مع 17 مليون شخص ؟
أم مع شخصيات من الحراك من العاصمة ؟ إذن ستخرج أصوات من باقي المدن تقول : هؤلاء لا يمثلوننا .. 
الحوار انتهى يوم لم يستطع إيجاد ممثليه ..
في الأسابيع الأولى للمسيرات ، بحت أصواتنا ونحن نصرخ ( يجب أن يعجل الحراك بإخراج ممثليه) .. وكان السذج يردون : ( قوة الحراك في عدم تمثيله) و( الحراك يمثل نفسه)..
واليوم ، يُستبعَد الحراك من أي مشاركة في صناعة مستقبل الجزائر ، لأنه لم يستطع الخروج من ( المتخيّل) إلى (المعلوم).
ما يقال عن الحراك يقال أيضا عن الكتل (الوهمية المتخيلة) مثل ( التيار النوفمبري الباديسي) الذي لا أحد يعرف اليوم ممثليه .. 
ولنفترض أن السلطة أرادت إشراك التيار النوفمبري الباديسي في الحوار كتيار ، فمن يمثل هذا التيار في هذا الحوار ؟
سيقال : هناك شخصيات ..
صحيح ..لكن هذه الشخصيات أوّلا ليست محل إجماع في التيار ..ولن تسلّم أطراف لأطراف فبتمثيلها ، ضمن التيار..وثانيا فإن هذه الشخصيات تمثل نفسها ، وتلك نقطة ضعفها ، لأنها لا تستطيع أن تتحدث من موقع قوة نيابة عن ملايين النوفمبريين والباديسيين ..وفرق بين من يتحدث بضعف ، ومن يفرض رأيه بقوة الملايين التي ينوب عنها باعتبارها قوة وطنية يحسب لها ألف حساب ..
لذلك ، كان انتقالنا إلى التيار العقبي ، بقياداته المعلومة ، سواء في حزب جزائريون أو في المليونية أو غيرهما ... 
الانتقال من الوهم إلى الحقيقة ومن المتخيل إلى المعلوم فنّ يفرضه الدهاء السياسي .. ومن لم يستطع أن يكون في الواقع ، لا يمكنه أن يلوم الواقعيين حين لا يشركونه في شيء باعتباره وهما لا واقعا ..
سأقول أخطر من هذا :
هذه الكيانات المتخيلة التي عجزت عن الخروج من شرنقة الوهم ،من أمثال الحراك والتيار الباديسي ، لن تُحرم فقط من المشاركة في الحوار وفي غيره من لقاءات تقرير مصير البلاد ، بل ستكون عاجزة أيضا حتى في الانتخابات ...و17 مليون جزائري ، لن يجتمعوا على مرشح واحد ، بل لن يفترقوا فقط على مرشحين أو ثلاثة أو خمسة .. وهو ما يقال أيضا على التيار الباديسي الذي تختلف مشارب وولاءات كياناته ومكوناته .. وهو ما يعني أن اللعبة السياسية والانتخابية ستكون فقط بين القوى المعلومة الموجودة في الواقع ..
-------------------------
محمد جربوعة

الوسوم:

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen

إتصل بنا

Kontaktformular

Name

E-Mail *

Nachricht *