-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

vendredi 22 novembre 2019

القضية قضية وطن


سجل عندك .القضية قضية وطن

بعضهم يظن مفاتيح الحرب والسلام في يده ..بينما يمكن لأي شخص أن يشعل فتيل حرب ، لكنْ لا يملك أي طرف مهما كان قويا إيقاف الحرف إذا اشتعلت في الوقت الذي يريد ..
يبدأ الأمر عادة بقطرة دم تسيل ، ثم تتسع دائرة القتل بين طرفين .. تنتشر الفوضى ، وتختلط الأمور ، ويختفي الأمان ، وتكشف الحرب عن وجهها الحقيقي ..
في تلك الحظات حين يكتشف الناس في كل طرف أنهم أصبحوا مشاريع قتلى في أي منعطف .. وأنّ عائلاتهم أيضا مستهدفة في أي لحظة .. حينها تكون النار في الفتيل قد تجاوزت إمكانية التراجع أو التهدئة ..
حين تتحول الشوارع إلى سيوف وخناجر وعصي .. وتتحول الطرقات إلى حواجز مسلحة ، خارجة عن القانون .. ويصبح من الصعب تنقل أي شخص إلى عمله .. وتبدأ الهجرة لتأمين العائلات ..
حينئذ يكتشف الفقراء والمستضعفون أنهم غير قادرين على الخروج بعائلاتهم إلى أي بلد مجاور .. فضلا عن الخروج إلى البلدان الغربية ..
يهرب الناس في طول الأرض وعرضها ، وتكشف لعنة الدم عن أنيابها .. ويتجاوز الجميع إمكانية التراجع ..ويظهر أمراء حرب في المدن والولايات والجهات .. ويتدخل الخارج لتحويل البلاد إلى سوق سلاح ..
حين تنشط عمليات الاختطاف بعد منتصف الليل ، ويخرج الناس من بيوتهم وهم يصرخون ، ويخيّم على المدن والقرى هاجس الخوف والرعب بعد صلاة المغرب مباشرة .. ويبيت الناس يترقبون من النوافذ توقف سيارة أمام بيوتهم ، أو طرق جماعة مفنعة الوجوه لأبوابهم ..
حينئذ ، يغلق أمراء الحرب الذين في الخارج هواتفهم ، بينما تنقطع بالشعب البسيط السبل ..
بعضهم يظن أنّه سيحصل على حصانة إن اختلطت الأمور كحصانته اليوم ..
اليوم ، يقف القانون في صفك مواطنا ، وحتى إذا تجاوزت حدودك وتعرضت لمحاكمة أو السجن ، فهناك قانون يحميك ..
لكن إذا سقط القانون ، وسال الدم ، فلا شيء سيحميك ، وستنكسر كل عنجهيتك وتختفي كل عنترياتك ، وسيكون القانون الوحيد الذي يتحكم في حياتك ومصيرك ، هو قانون الغاب والقتل والاختفاء القسري والتعذيب في الأقبية الخفية ..
إننا نحذر بعض الذين يظنون أنهم يملكون القوة . فحين تحتدم الأمور ، سيسقط الرهان على الشارع ، وتخلو الساحات ، وتأخذ المعركة شكلا آخر ..
إنّ الذين يقفون اليوم في وجه الانتخابات ، هم في الحقيقة الطرف الأضعف ، وإذا هم أسقطوا القانون والدولة التي تحميهم ، وحولوا الوضع إلى وضع قريب من سوريا وليبيا ، فإنهم سيجدون أنفسهم ، ليسوا ضد الشعب الذين يريدون اليوم التحكم في مصيره بالقوة ومنعه من ممارسة حقه ، فقط ، بل ضد الجيش أيضا ..
وآنذاك ، سيكون موقف فرنسا والغرب وقطر والدول التي يراهن عليها هؤلاء ، كموقف هذه الدول نفسها من سوريا والعراق وليبيا ..ولن يتحدث أي إنسان حينها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، لأن البلاد ستتحول إلى ساحة حرب يتقاتل عليها الروس والفرنسيون والأمريكيون و..
إنّ الذين لا يدركون خطر المرحلة التي نمر بها ، لا يفهمون أنّ وضعنا يشبه وضع الذي سيجري عملية جراحية خطيرة بعد عشرين يوما .. وحينها إما النجاة أو الموت..
لهذا ، فإن الانتخابات ليس خيارا سياسيا فقط ، بل هي خيار أمني .. خيار إنقاذ للبلد..
الوضع خطير .. والشعب الذي يترك مصيره لمراهقين وعابثين وأميين يتحركون بتوجيه من خارج البلد ، هو في الحقيقة شعب سيحصد موقفه لا غير .. ولا يجب عليه أن يستغرب إذا هو فقد وطنه وتاه في الأرض ذليلا ..
أقول إن الوضع خطير .. والشجعان عادة هم الذين يفكرون في الوطن ..أما الذين تجدهم يعبثون بالأمن عادة ، فهم أول من يفر من المعركة ويختفي من الواجهة ..

تقترب الساعات الحرجة ، بينما الكثير من الناس يمارس التهريج وعدم المسؤولية .
لا يهمني أن تقتنع بكلامي أو لا تقتنع .. لكن المهم أن تعرف أنّ الحرب كالقانون ، لا تحمي المغفلين ..
أنا ناصح لهذا الشعب ، خائف عليه ، وعلى مصيره من القادم ..
الأيام بيننا ..وقريبا سيقول كثيرون : لقد نصح وكان ذا رأي ورؤية ..لكن ..
ليست القضية قضية حراك من عدمه ..ولا قضية انتخابات أو مقاطعة ..القضية قضية وطن ...سجل عندك ..
-----------------------------
بقلم : محمد جربوعة

الوسوم:

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إتصل بنا

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *