قلْب وطبيبة
يموت الشعراء صيفا ..بالقلب
محمد جربوعة
قالت : ( طَهُورٌ...) .. فهبَّ القلبُ وانتفضا
كأنّ صاحبهُ ما ليلةً مَرِضا
كأنه ما رأى بأسا ولا وجَعا
ولا قضى جفْنُهُ لَيْلَيْنِ ما غَمَضَا
وللحسانِ كلامٌ كالدواء إذا
أصابَ مُلقى على حمّالةٍ نهَضا
نبضٌ ضعيفٌ ..وكفّ مثل زنبقةٍ
تحيطُ رسغي برفقٍ.. تفحص العَرَضا
تقول : ( قلبُكَ ...) ، قلتُ : (القلبُ مشكلةٌ
إنْ سُرَّ خافَ خفايا الدهرِ فانقبضا )
تقول : ( فيهِ ....) فقلتُ : (القلبُ عَصْرُ هوى
وفيه تاريخهُ مذْ بالهوى نَبَضا
تقول : ( ... جرحٌ...) فقلت: (العمرُ معركة
يخوضها القلبُ ، شاء المرءُ أو رفضا
تقول : ( إنْ لمْ...) فقلتُ : (الشعْرُ آخِرُهُ
أنْ يضحكَ القلبُ للأهوال ممتعِضا
(نِزارُ ، درويشُ..) كل السابقين قضَوْا
بالقلب ، ما منهمُ مَن في القَضا اعترضا
يموت صيفا ،بِداء القلبِ ، مَن كشفوا
سرّ القصيدةِ مثلي، دائما حَرَضا
لا يأخذ القلبُ في الدنيا مساحتهُ الـ
ـقصوى ، سوى إنْ على قانونه انتفضا
قلبي سيبقى - إذا ما مِتُّ- عاصمةً
خضراءَ تَبعثُ في العشّاق ما انقرضا
قلبي عنيدٌ ، عزيز النفس ، يشبهني
إن قيلَ (فافعلْ كذا ، لو مَرّةً رَفضا
قلبي جوادٌ ، ومهما النبض يخذلهُ
يبقى إذا قيلَ (أنهى ركْضهُ)، رَكَضا
السبت 18 كانون الثاني – جانفي 2020 م
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire