شهادة أحد الجنود في جيش العصفور الأزرق..
في حوار أجرته أسبوعية الحوار، عدد: 94، من 02 إلى 08 ماي 2012، صفحة: 16، مع أحد جنود جيش العصفور الأزرق، وبخصوص جريمة بني يلمان كان التالي:
• سؤال (أمينة عبروش): وكذلك قتلم المصاليين؟
- جواب (عمروس سعيد): أجل كنا نقتل الحركى والمصالين وهم البادين بالإعتداء علينا.
• س: لكن المصاليين لم يكونوا حركى؟
- ج: طبعا ليسوا كذلك، فهم من أتباع مصالي الحاج أب الوطنية. ولكن أفعالهم دنيئة أشد سوءا من أفعال الحركى ويستحقون القتل والتنكيل.
• س: وسكان بني يلمان هل يستحقون أن يقتلهم الجنود الزرق؟
- ج: أولا بني يلمان لم يكونوا من أتباع مصالي كما يشاع، بل جيش بلونيس أرعبهم وأرهبهم حيث سبا النساء واعتدى على الشيوخ والأطفال حتى أرضخهم خوفا منه لا ولاء له، وثانيا جنود العصفور الأزرق ليسوا من قتلهم، لأني كنت واحدا من الجنود وأنا شاهد على ذلك.
• س: محمدي السعيد اعترف بقتلهم ومثل هذه المهام كانت تسند لجنود العصفور الأزرق أليس كذلك؟
- ج: تصريحات محمدي السعيد كلها باطلة فأنا أعرفه شخصيا معرفة عميقة دامت لسنوات واستمرت بعد الاستقلال، ثم إن محمدي السعيد ضل مصاليا حتى آخر يوم له. وفي بداية الثورة وتأسيس جيش جبهة التحرير الوطني كان يتعامل مع بلونيس لأنهما من طينة واحدة.
• س: كيف يعقل أن يتعامل عضو من جبهة التحرير الوطني مع من اتهم بتشكيل جيش مناوئ لها؟
- ج: هو رغم انخراطه بالجبهة لم يتنكر يوما لأفعال المصاليين بل كان يقوم بمثلها تماما، محمدي السعيد كان عندما يأمر واحدا من الأهالي بحفر مخبأ له يقوم بقتله مباشرة بعد انتهائه حتى لا يشي به. وكذلك كان يقتل الأبرياء بسبب أو بدون سبب.
• س: لنعد إلى علاقة العصفور الأزرق بحادثة ملوزة
- ج: أنا لا أنفي أننا قتلنا المصاليين دون ندم أو أحساس بالذنب، ومع هذا لم تكن لنا أي يد بملوزة (بني يلمان)، ولكننا في بداية 1958 وكنت ضمن كتيبة المشاة وصلنا مشارف ملوزة أو بني يلمان وكانت مجاورة لدوار يسمى حرازة (تتبع ولاية برج بوعريريج وبالقرب منها على بعد 10 كلم توجد منطقة بني وقاق أين تم عقد إجتماع بقيادة النقيب أعراب وحضره الباريكي وقادة آخرون، وبالقرب من بني وقاق يوجد مراكز عسكرية فرنسية) وهو دوار معروف بولائه كبارا وصغارا ونساء للاستعمار، وقد حذرنا منهم العقيد عميروش الذي اجتمع فيما بعد بالعقيد سي الحواس والعقيد أحمد بوفرة بأكفادو، فقرر عميروش أن نقصف قرية حرازة (هناك رواية تؤكد أن عميروش قصف مركز الصاص الذي كان تحت قيادة النقيب الفرنسي غامبيط في أولاد ثاير - بن داود التابع لولاية برج بوعريرج..).
• س: هذا اتهام خطير للعقيد عميروش؟
- ج: عميروش وقف أمامنا شخصيا وقال لنا حرفيا لن نحارب سكان قرية حرازة ولكن صوبوا نحوهم أسلحتنا الثقيلة واقصفوهم ليكونوا عبرة فقمنا بقصفهم بناءا على أمره.
• س: وهل تذكر الخسائر التي ألحقتموها بهم؟
- س: قتلنا حوالي 200 أو 250 منهم، كما هلكت مواشيهم ودمرت بيوتهم وبالمقابل فر الفرنسيون من معسكرهم هناك ومعهم الحركى، والباقون تخلوا عن عمالتهم (عندما انتقلت ذات يوم إلى قرية حرازة كنت سألت عن هذه الحادثة فكان الجواب أنه لم يقع هذا بتاتا وإنما الأحداث المذكورة فعلا وقعت بمركز الصاص التابع لأولاد ثاير..!!).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire