شهادة "حمود قرطال" ل"أخبار الوطن"، عدد: 25، السبت 02 نوفمبر 2019، صفحة: 04.
حاوره: فاروق معزوزي
يقول الباحث محمد نبار:
• سؤال: كيف اتفق بلونيس مع الجيش الفرنسي، ووضع يده في يد العدو وهو الذي كان يحرض الناس على محاربة الإستعمار؟•• جواب: وقعت مجزرتين، الأولى في وادي أميزور عندما قتل مدنيون على يد الجبهة، والثانية المجزرة الشنيعة والفضيعة التي نفذتها الجبهة في حق سكان ملوزة (28 ماي 1957)، تحت أوامر العقيد سي ناصر (محمد سعيدي).
• سؤال: ثمة من يتهم سكان ملوزة (بني يلمان) بأنهم ساندوا بلونيس، وقد نبهتهم الجبهة ولم يتعضوا؟
•• جواب: كلا، الحقيقة هي أن دوار ملوزة (بني يلمان) ذو موقع استراتيجي، وكانت هذه القرية وفية للخط المصالي*، وقد كانت تعد عقبة أمام جبهة التحرير في تنقل جيشها من القبائل إلى سطيف، ومن سطيف إلى الجنوب، وكانت ملوزة (بني يلمان) تعد حلقة وصل بين ثلاث ولايات هي كبد الجزائر، الولاية الرابعة والسادسة والثالثة، فالذي يسيطر عليها يكون قد أمسك بشريان جغرافي معبر ومهم**.
• سؤال: فيما تمثل رد فعل محمد بلونيس عن مأساة داور ملوزة ببني يلمان؟
•• جواب: بلغنا النبأ الصدام عبر مناضلينا، وكنا وقتها رفقة القائد محمد بلونيس في براردة، وقد قرر على الفور التنقل لمسرح الجريمة. انتظرنا حتى الخامسة مساءا وانطلقنا على الخيل والبغال. في الرابعة صباحا كنا قطعنا حوالي 70 كلم، حتى وصلنا إلى مكان الجريمة، وقد وجدنا الجثث لا تزال منشورة ولم تدفن بعد، كنت شاهدا على مجزرة لا يمكن وصفها إلا بالإبادة الجماعية.
• سؤال: كيف تصرف محمد بلونيس عندما وصلتم إلى مسرح الجريمة؟
•• جواب: عاين المجزرة وصدم من هول الجريمة وبقينا مذهولين ومدهوشين، وبعد معاينة تفاصيل الجريمة، وقبل أن يزحف الجيش الفرنسي إلى المكان انسحب (نا) من مكان الجريمة السابعة صباحا، واتخذنا مكانا يبعد حوالي 5 كلم عن المنطقة***، وبقينا نعاين دوار ملوزة (بني يلمان) ومساعدة ما تبقى من أهلها في تجاوز الفاجعة لمدة ثلاث أيام، ثم عدنا من حيث جئنا.
• سؤال: هل أفهم منكم أن ما تعرض له سكان دوار ملوزة (بني يلمان) كان منعطفا حاسما في قناعات بلونيس؟
•• جواب: أغلب الظن أن المجزرة هي من دفعت بلونيس ليبرم اتفاقا مع السلطات الفرنسية.
• سؤال: (مقاطعا) وهل يعقل أن يضع يده في يد الشيطان ضد أبناء جلدته ولو كان مبرره مجزرة ملوزة (بني يلمان)؟
•• جواب: ضلت الجبهة تحارب فيه من منطقة القبائل إلى جبل حيزر**** فالصحراء، وعندما وصل "الموس للعظم" بارتكاب مجزرة ملوزة (بني يلمان) تغير الرجل، وعكس ما قامت به الجبهة من اتفاق سري تحت الطاولة مع الجيش الفرنسي من خلال الاتفاق على عملية العصفور الأزرق التي سلحت من خلالها فرنسا جبهة وجيش التحرير سريا، أبرم محمد بلونيس اتفاقياته مع الجيش الفرنسي جهارا نهارا، ولم يخفها فرض شروطه بعد مفاوضات شاقة.
...
__________
* بني يلمان قدموا يد المساعدة كذلك للجبهة قبل وبعد المجزرة مثلما قُدم للمصاليين الذين دخلوا المنطقة أولا!!!
** تبعد بني يلمان عن سطيف 180 كلم، وعن بوسعادة 120 كلم تقريبا، وعن المدية 200 كلم، مع العلم أن مساحة بني يلمان تبلغ 154 كلم مربع..!!!
*** حسبما أشار لي "حمود قرطال" عندما زار بني يلمان فإن المكان الذي انسحبوا إليه، هو مشتى لخرب، الواقع على بعد 2 كلم تقريبا من مشتى القصبة.
**** تقع بولاية البويرة.
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen