-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

jeudi 19 mars 2020

قصيدة عن وباء كورونا: طاعون 2020- الشاعر محمد جربوعة


طاعون 2020

وحين يبلغ الظلمُ حدّ السماء ، ويطرق أبوابَ الله متحديا ، يكون الطاعون ..
وفي صورة أخرى .. حين يرتقي ملايين الأطفال إلى الله ،منكسرين ،متظلمين ، كاشفين عن جراحهم ، طامعين في إنصافهم،يكون الطاعون ، ليكونَ العدلُ طفلا بطفل ، وبيتا ببيت ، ومدينة بمدينة ..
فهل يعتذر العالم الأسْود لربه ؟
محمد جربوعة
رُعْبٌ على قلقٍ، على استنفارِ
ويدُ الوباءِ تطول في الأمصارِ
وعواصمٌ لا شيءَ تفعله سوى
غسلِ اليدينِ ، ونشرةِ الأخبارِ
والموتُ يجري في الشوارع عاريا
يا للورى مِن شرّ هذا العاري
الموتُ كالمجنون ، شَعرٌ أشعثٌ
وسفاهةٌ .. ودمٌ على الأظفارِ
همجيُّ قلب لا يرقُّ لباسطٍ
عذرا.. ولا يهتمّ بالأعذارِ
هو لا يغازلُ حين تعبر قربهُ
أنثى ، ويحفظ أسوأ الأشعارِ
ويقبّلُ السكّانَ في أفمامهمْ (1)
بالعنف والإكراه والإجبارِ
هذا هو الطاعون ..لعنةُ بلدةٍ
كفرتْ بأنعُمِ ربّها القهّارِ
لا صوتَ للطاعونِ ..أبكمُ ، صامتٌ
ويجيءُ في حذرٍ بلا إنذارِ
ويطلّ مِن خَلل(2) النوافذِ خفيةً
إن غلّق الأبوابَ أهلُ الدارِ
لِيَعُدَّ مَن لم يَقْضِ بَعدُ بسيفه
وليضبطَ الأسماء للحفّارِ
وشعار كل الناس أمسى بينهمْ
( أنْ لا مساس) ..على مدى أمتارِ
في خطبةِ الطاعون يسكتُ كلّ ما
ضغِ خطبةٍ متشدّقٍ ثرثارِ
تقفُ الحروب على الرصيف ليعبر الـ
ـطاعونُ ، تصمتُ قهقهات النارِ
يتوقف القصفُ العنيفُ على قرى
(حلبٍ) ، ونارُ الفُرس في (ذي قارِ)
يتوقف الأحبارُ في طهران عنْ
لَعْنِ الرجال السادةِ الأخيارِ
يتوقف الرؤساء عن تبديلهمْ
ربْطاتِهمْ في نشرة الأخبارِ
تقفُ السياسة ، والسياحة ، والملا
حة، فجأةً، وفواصلُ الإشهارِ
تتوقف القنوات عن أنباء ما
سيجيء من طقس ومن أمطارِ
بلغَ الزبى سيلُ الشرورِ وأطبقتْ
في الكون قبضَتَها يدُ الأشرارِ
حتى أهان الدينَ رخْوُ خدودِهِ
وعدا عليهِ خنافس الأبعارِ
وأقيلَ جبّار السماءِ، وأوكِلتْ
سُقيا القرى لإلهِها (أنزارِ)
أما النبيّ محمدٌ، فمُحاصَرٌ
في مسجدٍ ، أو خائفٌ في غارِ
بلغ الزبى سيلُ الحروب ، وخرّبتْ
أرضَ النبيّ مصالحُ الفجّارِ
فأتتْ لتنصرَ ربّها ونبيّها
هذي ( الكورونا) ..غضبة الجبّارِ
قُتلَ الصغار بإدلبٍ ، وبمأربٍ
في القدس، في بغداد ، كالأزهارِ
صعدَ الصغار الطيبون ، وأقسموا
أنْ يشتكوا للواحد القهّارِ
وصلتْ جموعهمُ إلى ربّ السما
فرأى جراح الفأس في الأشجارِ
فقضى دَمًا بدم ، وحزنَ جنازةٍ
بجنازةٍ .. عدلا على الأقطارِ
بيتٌ بعكا أو دمشقَ بمثلهِ
في (روسِيا) .. ثأرا لأهل الثارِ
موتى على برْد الرصيفِ بـ (مشهدٍ)(3)
لعيون قتلى مَوصل الأحرارِ
قبرانِ في (روما) عسى أنْ يُرضيا
قبرَيْ ( أبي منيار) و(المختارِ)
وكسوُر قلب الغصنِ تَجْبُرها السما
مِن كسْرِ قلبِ الظالم الإعصارِ
لا رقصَ هذا اليوم في إيطاليا
ودروبها ،بـ (لَشاتِ مي كَنتارِي) (4)
لا (لعنَ) في إيرانَ فوق منابرٍ
لمهاجري الأصحاب ، والأنصارِ
لا شيء في باريس يُعْجِبُ سائحا
لا عطرَ يُغري في يَدَيْ عطّارِ
لا شيء في نيويوركَ غير رئيسها
مستسلما لمشيئة الأقدارِ
يا أيها الطاعونُ طهّرها فقدْ
ضاقت على الصُّلَحَاء والأطهارِ
------------------------------------
هامش:
1- أفمام جمع فمّ بتشديد الميم ،كما قال اللحياني وغيره، وهي لغة صحيحة من اللغات التسع في الفم .. نقول ( فمه، وفمّه ، وفوه ، و....).
2- الخلل: الفرجة بين شيئين ..قال تعالى (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِهِ)..وبذلك قرأ ابن عباس وجماعة.
3- مشهد : مدينة إيرانية
4- ( لاشاتي مي كنتاري ) أغنية إيطالية قديمة ، حفظناها في صبانا ورددناها .. ومعناها ( دعني أُغَنِّ)
الأربعاء 19 آذار – مارس 2020 م
الوسوم:

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إتصل بنا

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *