تاريخ بني يلمان
محمد نبار - المجاهد جودي أتومي صرّح:قائد الولاية سي ناصر لا يفرق بين "ملوزة" و"بني يلمان"
بقلم محمد نبار
★ المجاهد جودي أتومي..قائد الولاية سي ناصر لا يفرق بين "ملوزة" و"بني يلمان" في تصريحاته!![6]
إن مشكلة العقيد محمدي السعيد يا "أتومي" ليست في عدم تفريقه بين دوار ملوزة ودوار بني يلمان المتلاصقين جغرافيا، بل المصيبة أكبر مما نتصور، إذ أن العقيد لا يعلم أصلا ما حدث في ولايته أثناء فترة قيادته للولاية التي كانت تدار من خلفه ظهره، وعلى وجه الخصوص جريمة الـ 28 ماي 1957، وقد قال أنه لم يسمع بالمجزرة إلا عن طريق الصحافة، كما أنه وجه التهمة للمصاليين وحملهم مسؤولية ما وقع، حيث أكد في رسالته التي بعث بها إلى وزير المجاهدين عام 1984 المنشورة في كتابك، وأيضا ما صرّح به في الملتقى الجهوي لكتابة تاريخ المنعقد بتيزي وزو يومي 07 - 08 فيفري 1985، مايلي:
"كنت في بلاد القبائل الكبرى عندما وقعت حوادث ملوزة (بني يلمان) في مارس 1957 (الأصح شهر ماي)، وعند اطلاعي على الأحداث عن طريق الصحافة كان كل الناس على علم بأن المنطقة المذكورة تعج بالمصاليين الذين يعملون تحت حماية ضباط فرنسيين، حيث يتلقون منهم الأسلحة والعتاد. وفور علمي بالنبأ في الصحافة ظننت أنه من عمل المصاليين الذين انتقموا من السكان المحليين الرافضين مساعدتهم وحمايتهم..". وبعدما كتب إلى وزير المجاهدين "محمد جغابة" هذه الرسالة أطل علينا مرة أخرى عبر تصريح تلفزيوني بثته القناة الفرنسية الثانية متهما سكان بني يلمان بالتخندق في صف المصاليين، ونصب العداء لجيش التحرير، وأن الأهالي كانوا يعتدون ويقتلون الجنود منذ عام 1955، 1956، 1957. والغريب أن قائد الولاية لا يعلم نقاط توزع وتمركز جنوده عبر ربوع المنطقة، حيث لم يكن هناك تواجد للجيش التحرير الوطني بالجهة ككل إلا في النصف الثاني من عام 1956، وللأمانة ما إن تم توطيد أركان بعض مندوبي ومحافظي جبهة التحرير الوطني حتى تمت الوشاية بهم من قبل (م.ع) من ملوزة (أولاد جلال)، ونخص بالذكر سي ناصر وسي البشير وسي أرزقي وغيرهم الذين كانوا يجموعون الاشتراك من بني يلمان، والقصة معروفة مذكورة ولا أحتاج لأن أكررها مرارا. وفي عام 1991 ظهر سي ناصر بتصريح آخر ذكر فيه أن جيش التحرير الوطني لم يهاجم السكان بل مركز حرب فرنسي (هذا المركز لا يوجد إلا في مخيلة محمدي السعيد!!!) استعمل فيه السكان كأتراس (أي دروع بشرية)، حيث سقط ما مجموعه 41 ضحية!!!. وفي تصريحات أخرى اتهم محمدي السعيد الرائد "عميروش" وحمله المسؤولية الكاملة. هذا الأخير، وبحسب شهادة المجاهد حمو عميروش، رفض إثارة القضية حتى لا يشوش على قائده السابق العقيد محمدي السعيد.
ويذكر المجاهد صالح ميكاشير أن سي ناصر مورست عليه ضغوطا من قبل ضباطه منهم النقيب أعراب قائد المنطقة، ويضيف أنه استسلم لإرادتهم فقال لهم بـ"القبائلية": "إذن، خلصونا منهم جميعا.."، وكان الأمر شفويا بحسب ذات المجاهد. بينما أكد المجاهد أحمد بن عبيد أن القرار كان كتابيا ممضى من قبل سي ناصر!!!
يقول "أتومي" أن سي ناصر وجهت له تهمتان، واحدة منها تتعلق بقضية بني يلمان التي أساءت لسمعة الثورة. وهو ما جعل كريم بلقاسم يستدعيه إلى تونس وقام بتعيينه على أركان الشرق، وتم تعويضه بعميروش، وقد أثار ذلك حفيظة كل من: بن طوبال، وبوصوف، وعلي كافي. وهذا الأخير كان دخل في قطيعة مع كريم بلقاسم، في شهر أفريل 1958، وأُرْجع سبب ذلك إلى تعيين محمدي السعيد في هذا المنصب، حيث عُزيت الترقية إلى التضامن الإقليمي (الجهوية)، وجرى الإيحاء من قبيل الخبث، أن هذه الترقية كانت مكافأة له على مجزرة ملوزة (بني يلمان)، وهي دوار عربي اللسان.
إن تصريحات العقيد المذكور المتناقضة بشأن جريمة بني يلمان تؤكد صحة ما ذهب إليه "أتومي" من سي ناصر كان غائبا تماما عن الميدان، وعدم اطلاعه عما يجري في ولايته. وفي هذا يقول الباحث منتصر أوبترون مايلي:"ويتضح جليا وبسهولة فائقة للعارفين بقضايا الثورة والتاريخ أن القائد السابق للولاية الثالثة تبنى بافتخار قضية تفوته، ولا يعرف شيئا عن تفاصيليها، رغم أنه كان قائدا للولاية، وربما عدم تحكمه في الأمور التي كانت تتجاوزه هو ما جعل كريم بلقاسم يستدعيه إلى تونس ويعوضه بعميروش آيت حمودة".
تحميل المقال:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق