يقول عبد القادر تلقّيتُ الأوامر لإبادة هذه الحشرات
كلود بايا "Claude Paillat" صاحب كتاب الملفات السرية للجزائر "Le Dossier Secret De L'algérie"، الذي قام من خلاله عرض التقارير التي كانت بحوزة العقيد عميروش، حيث تم الاستلاء عليها بعد معركة جبل ثامر عام 1959 عندما كان العقيد في طريقه إلى تونس، ومن بين الملفات التي عثر عليها بين التقارير "قضية" بني يلمان المعروفة بـ"ملوزة".
وقد تناولها "كلود بايا" في جزءه الثاني 1954 - 1958 من مؤلفه، في الصفحات 215 - 218. وأورد بخصوص القضية قائلا:"الشهادة الأولى الموجودة في الملف هي للمسؤول المحلي سي عبد القادر Si Abdelkader حيث قال فيها التالي:
قدم الرقيب سي حسين برفقة مستشاره، ووصل إلى قرية بني يلمان عندما كانوا مرورا، طلبوا القهوة لجنوده، تم إطلاق النار عليه، وتمكن سكرتيره من الفرار. بعدها قررت الذهاب إلى هذا المكان على رأس فصيلتين من أجل فهم القضية.
وبحسب ذات الشهادة فإن الرد كان وحشيا، حيث وقع صدام بين الفوجين ومدافعين من الدوار، استمر من الساعة الثانية (14:00) مساءا إلى الساعة الحادية عشر (23:00) ليلا، بمشاركة نساء من القرية.
بعدها اتصل سي عبد القادر بالنقيب أعراب(1) الذي بدوره حسب الشهادة الموجودة في الملف استشارة قائد الولاية سي ناصر.
بعد بضعة أيام يقول (عبد القادر) تلقيت الأوامر لإبادة هذه الحشرات، وتنفيذا لهذا الأمر الذي تلقيته بنفسي ذهب إلى الناحية الرابعة(2) أين يوجد دوار بني يلمان المصالي.
تم جمع الفصائل وأمرها بتطويق الدوار، وترصد ردود فعل السكان، في حالة إطلاق النار من الجانب الآخر، من قبل السكان.
يقول "كلود بايا" إن عبد القادر لم يُبدِ أيّ تحفظ، فأعراب أعطاه ببساطة أمرا بقتل جميع الرجال إبتداءا من سن 16. على الساعة الثانية (14:00) تم تطويق(3) الدوار وعلى الساعة الثامنة (8) تم الهجوم.
-------------------------------------------------------
(1) النقيب أعراب قائد المنطقة الثانية كان قد سلّم تقريرا للعقيد محمدي السعيد حمّل فيه الملازم الباريكي مسؤولية المجزرة التي نفذها دون الرجوع إلى مسؤوليه.
(2) الأصح الناحية الأولى وليس الرابعة، مع العلم أن الملازم عبد القادر الباريكي كان قائد على المنطقة الرابعة وليس الأولى التي وقعت بها الجريمة.
(3) حسب شهادة المجاهد "عبد الرحمان بقة" فإن عملية محاصرة الدوار يوم 28 ماي 1957 بدأت على الساعة السادسة (06:00) صباحا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق