-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

Freitag, 19. Oktober 2018

شهادة العجوز الطاوس بن زية في مجزرة بني يلمان






 شهــــــادات [1]

# شهادة العجوز "الطاوس بن زية": نوكل عليكم ربي..قولوا لبوتفليقة(*)
عام ونصف والمجاهدين والمجاريح (الجرحى) يستقبلون في دار بن زية لخضر(1). الدجاج لهم، والبيض والحليب نعطيهم إياهم حتى يستعيدوا عافيتهم. وكان بن زية يقف وسط الساحة ويقول:"تبيعون الحطب وتدفعون الاشتراك"، ويوم وقعت المجزرة يا ولدي(2)، مات معهم ولم ينج.
كنا في الدوار(3)، والجيوش تأتينا: جيش مصالي يأتينا من جهة وجيش الجبهة من جهة أخرى، والجيشان يأكلان عندنا، فهؤلاء يقولون لنا:"أعطونا الإشتراك"، وجيش مصالي يطلب الإشتراك أيضا..والله ثم والله لقد كنا نأكل النخالة، أما الدقيق، فكنا نحتفظ به كي نصنع لهم الكسرة والكسكسي، وعندما "وقعت الموت" يا وليدي كما ترى، إني جالسة أفترش الكتان وحالتي سيئة، عيناي كما ترى أصيبتا بالعمى، وركبتاي تعبتا، وبقينا في "القاع" على الحائط.
الثورة..هؤلاء يأتون كلما حل شهر جديد، (تقصد جيش الحركة الوطنية) يقولون:"أعطونا الأموال"، وهؤلاء (جيش جبهة التحرير) يأتون ويقولون:"أعطونا"..ويوم انفجر البارود لم ينصفنا أحد.

الانتقال للمصدر
مذبحة مشتى قصبة
انفجرت في 28 ماي 1957 وقبلها بأسابيع قليلة، نشبت معركة بين جبهة التحرير والحركة الوطنية في أعالي واد تاحمامت.
في صباح 28 ماي، جاء جيش جبهة التحرير، دفعوا الأبواب، وصاح أحدهم؛ "أخرجوا وعليكم الأمان" (يا وليدي راه يسالني سيدي ربي يوم نمسي وحدي) [أي: سأقف بين يدي الله عز وجل وحدي وسأسأل عن هذا]، قال لهم:"أخرجوا، ولكم الأمان، أمان الرسول [صلى الله عليه وسلم]، لا تخافوا فلسنا نبحث عن الشعب، بل عن بلونيس"، فنطقت قائلة:"وهل نخفي بلونيس هنا في صندوق ما بالبيت؟"..بعدها قال لخضر بلطرش:"إذا ذهبتم فسيخرجن"، فرد أحدهم:"عليكم الأمان، عليكم دم النبي[صلى الله عليه وسلم]، ثم ساقوهم.
أطلقنا وقتها المال (الغنم)، وخرجنا إلى الجبل(4) نتابع، كانت طائرات تتبعهم، بقينا ننتظر، والمحنة في قلوبنا، بقينا ننتظر متى يعود أزواجنا، متى يعود أبناءنا، متى يرجع آباؤنا، يا أخي عليك الأمان..والد زوجي كان في الديار في أعلى الدوار. عندما وصلوا إليه، لاقاهم [استقبلهم] بالكسرة وإناء الحليب، وقال لهم:"نلاقيكم بالملح". جاءوا به عندنا ثم أخذوه عندهم (تتنهد) عندما أتذكر يا وليدي أمورا عن الثورة، أفقد صبري..
قادوهم إلى فوق (المدينة: مشتى قصبة)، بقينا ننتظر متى يعودون، حل الظلام وطال انتظارنا، وفي الصباح، جاءت النساء نادبات خدودهن، قلن:"لقد قضوا عليهم"..إنهم حوالي 400 قتلوهم..فيهم الراعي والمعاق والجندي(5)..نزلنا إلى تاقوست(6) يوم "الموت"، وجدنا العطاطلة والمهارسية[الأصح العطاطرة والمهاسية وهم عائلتا: عطار وأوعيل] في "باب الصور"، وجدنا علي بن دحمان في باب العرائس (مدخل مشتى قصبة)، قال لنا أهربوا، لقد جاءت الجبهة، وستقضي عليكم وتلحقكم بالموتى، هربنا إلى تاقوست، ثم عدنا إلى شرشارة وعجوط [مجوط](7)، وقلنا نصعد مع من تبقى من الرجال(8) في الصباح، وإذا كتب علينا الموت، فليكن، صعد الرجال، واستفحلنا بهم، وعندما وصلنا إلى باب المدينة يا وليدي ودخلنا (تئن أنينا طويلا وتبكي)، وجدنا الحاج سعيد(9)، قويدر بن عمارة، محمد سعداوي ورعاته، رعاة الحاج سعيد المساكين، أولاد أحمد(10)، حتى الرعاة ماتوا معهم يا وليدي، ودخلنا.
لخضر بن هلال (أحد الناجين) [سننقل شهادته في منشورات لاحقة] وجدته أنا مع سعيد بن خضرة رحمه الله في دار قويسم، لخضر بن هلال كان متوسدا سورا، ربطت إحدى النساء(11) رأسه بمنديل، سألته: من أنت؟ قال:"فلان، حشمتكم بالله اسقوني شربة ماء"، أعطينا الجرحى ماء، كان ما يندلق إلى الأرض أكثر من الذي يتمكن من المرور في حلوقهم..
نطلب من الدولة أن تنظر في حقنا وحق هؤلاء الناس الذين ماتوا في "باطل ربي" (الراعي، المهبول، الخماس، الفقير..)، أن تنظر في حق الجميع وفي حقنا. وتخلصهم علينا هذا "الشي" الذي يجعل أيا من يمشي ذليلا. عندما نقول إننا من الدوار الفلاني، يبادر الجميع إلى إننا "حركى" (تصمت)..لو كانوا فعلا حركى، فلماذا يموتون وكيف؟ يا وليدي بفضل الدولة وبفضل سيدي ربي وبفضل الشهداء الذين يمشون أبدا على الحق. أن يعطوا هؤلاء الناس حقهم. ويزيلوا عنا هذا "الوسخ" المسلط علينا، إننا نطالب من دولتنا أن تنظر إلينا. لقد استقلت الجزائر، فظننا أن دولتنا ستتذكرنا. أو تسأل عنا، أو تمسح دموعنا، وأن لا نبقى في هذه الحال إلى يومنا هذا، لكن يا وليدي كنا مردومين، وكل من نقول له أعطنا وثيقة لنشتكي يقول لنا:"لن تقضوا شيئا"، هذا ما نشكوه إلى الدولة في الجزائر (الجزائر لينا وليس للقياد). يا وليدي لا أحد يعطينا الآن ورقة (كاغط) ولا أي مجرد كلام؟ لماذا نبقى دون حق 53 سنة؟ نبكي لدولتنا ونشتكي ولا نبقى حتى اليوم، لم يزرنا أحد، ولم يطل علينا أحد، جمعوا لنا جميع الدول بعد المجزرة، ثم أعطونا فرنكات نعيش بها مدة 4 سنوات، وغداة الاستقلال انتزعوها منا، قلنا إن دولتنا تتذكرنا وتعيننا، كيف لا يحن علينا أبناء جنسنا الجزائريون؟ لكن في الاستقلال قالوا لنا:"اذهبوا ليسجلوكم"..ومن يومها قطعوا عنا منحة الإعانة (قصوا لنا الركايب ورمونا؟).
غداة الاستقلال جمعونا في دار الحاج دحمان (جمعهم جنود لخضر حاج علي، ضابط، وجعجع "جعجاع" عبد القادر)، من يومها بقينا لسيدي ربي، ها أنت ترى حالنا، إذا أرادت دولتنا أن ترد إلينا حقنا وتنتبه إلينا وتنزع عنا الوسخ، فنحن نقول دوما إن دولتنا لا تقتلنا، يجب أن تنتبه لنا وتزيح عنا الظلم، إننا في ظلم ولسنا في عز.
اليوم يا وليدي قد أتيتم ودخلتم على حين غرة، أنظروا إلى قطع الكتان التي أفترشها وأتغطى بها، قلت لعائلات الضحايا أن نكتب لرئيسنا، فقد سال دمنا، نكتب لرئيس الجمهورية عسى أن يحدث شيئ، وهذا الكلام أرجوكم (حطوه قدام بوتفليقة) أوصلوه إلى رئيس الجمهورية، و(نوكل عليكم الله والقصبة التي رأيتموها أن تضعوه أمام الرئيس) هذه 47 عاما عندما دخلوا قالوا عليكم الأمان، لو كانت عندنا دولة، لما بني مقام الشهيد في تلك الكدية، بل كان من المفروض أن يبنى في المدينة (مشتى قصبة).
---------------------------------------------------
(*) منتصر أوبترون: أسبوعية الخبر، عدد: 587، من 26 ماي إلى 01 جوان 2010، صفحة: 08.
(1) مناضل في جبهة التحرير الوطني، تم قتله بالجامع، وقبره هناك بالقرب منه على بعد مترين تقريبا.
(2) الذي أجرى معها الحوار وسجل شهادتها..الباحث منتصر أوبترون.
(3) كانت تقطن بمشتى تاحمامت القريب من القصبة.
(4) الجبل المحاذي للمشتى المذكور "جبل الرفسة".
(5) عدد الجنود الذين تم إعدامهم يوم المجزرة تجاوز الـ16 مجاهدا، والسبب أنهم رفضوا تنفيذ الأوامر بالقتل إما ذبحا بالسكاكين أو رميا بالرصاص، وقبورهم هناك بالقصبة.
(6) تاقوست مشتى قريب من مشتى القصبة.
(7) مشتى الشرشارة ومجوط، هما أحد مشاتي قصبة بني يلمان يبعدان عنها بنحو 10 كلم تقريبا.
(8) تبقى نحو أربعين (40) رجلا تقريبا أو أكثر بقليل، ممن تخلفوا عن ذلك الاجتماع الكاذب.
(9) الحاج سعيد أحد أعيان الدوار ومناضل في جبهة التحرير الوطني، أول من سقط بالقصبة، بعد أن قتل بطلق ناري على رأسه.
(10) وهم من عين الملح الواقعة جنوب ولاية المسيلة، وهم: بكاي بكاي، ويوسفي أحمد، ويوسفي إبراهيم، ويوسفي السعيد...
(11) المرأة التي قامت بسقي الناجي هي "فاطمة الزهراء" بنت الغربي، وهي التي اتهمها "عبد العزيز واعلي" في شهادته بأنها سبت وشتمت الجبهة، وللإشارة هذه المرأة ذبح زوجها واثنين من أبناءها، واحد منهم كان حافظا لكتاب الله.






Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen

إتصل بنا

Kontaktformular

Name

E-Mail *

Nachricht *