-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

الواقع والوهم يقول محمد جربوعة


الواقع والوهم

محمد جربوعة
حين نادينا منذ مدة بفك الارتباط مع الجيش ، وأن تقوم الأغلبية المسحوقة بواجباتها بدل انتظار كل شيء من الجيش .. جنّ جنون الغوغاء من الذين استطاعوا بأصواتهم العالية توجيه السفينة بدل أهل الفهم الذين هم أجدر بالتوجيه والقيادة .
لقد تحوّل تيار كامل كان يمكن أن يصنع فارقا كبيرا ، إلى مجرّد كتلة للصراخ والصياح والضجيج ، يتكلم فيها الكل ، ويقرّر فيها الجميع ، ويجر فيها الحمار العربة ..
استكانت النخبة في هذا التيار للعنف الذي يمارسه أناس لا علاقة لهم بالسياسة والفهم والتدبّر.. وتحوّل دكاترة وذوو كفاءات إلى مجرد أتباع ، يسيرون في الذيل ويرددون كلاما فارغا لا علاقة له بالسياسة والمنطق ..
اليوم ، يجد تيار واسع من الأغلبية المسحوقة نفسَه أمام ( الجدار) بعد أن سقطت كل الأوهام ..
فأين هو هذا التيار الشعبي الكبير المنظم ؟ وأين هو مرشحه ؟ وأين هو برنامجه الموحد ؟
هناك تيارات تصلح للهدم لكنها لا تصلح للبناء .. الجراد يمكن أن يلتهم حقولا ، لكنه لا يبني بيادر ..
أيام قليلة ويُغلق باب الترشح للانتخابات ، دون أن تستطيع هذه القوى والكيانات التي تمثّل هذا التيار ، أن تجتمع لتختار مرشّحها ، رغم كل شعارات (الوعي) التي رفعتها وصدعت بها رؤوسنا ..
ولسدّ الفراغ والضحك على النفس ، فقد عمد بعضهم إلى ترشيح شخصيات ( مثيرة للسخرية) يعرف من رشحوها أنفسهم أنّ مآلها الفشل ...
فمن الذي نسفَ هذه الفرصة العظيمة لهذه الأغلبية في أن تكون رقما في معادلة الواقع ؟
لقد عاشت الأغلبية المسحوقة ستين سنة ، مطحونة مهمشة ، وهي إلى اليوم لم تستوعب الدرس ، لأنها لا تزال في القمقم الذي صنعته لها ( الجماعات الإسلامية الشعوبية) التي استطاعت التسلل إلى هذا التيار وخداعه باسم الوعي ... لتمنعه من أن يكون له مرشح ، لتفرض عليه في الأخير مرشحين من تياراتها ..
ماذا لو أنّ هذا التيار الفوضوي الذي يتحكم فيه الفاشلون والساذجون والمهرّجون ، أخذ برأينا حين طلبنا منه أن لا يعتمد على الجيش وأن يصنع وجوده بقيادة مدنية سياسية ، وأن يؤطّر نفسه ويُخرج قياداته ومرشحه ؟
وسوف يستمر الفاشلون والجهلة الذين لا يحسنون كتابة جملة صحيحة، في هذا التيار ، في التهريج ورفع الصوت وممارسة البلطجة ، والترويج للأوهام، والخروج كل يوم برأي ، إلى أن تضيع الفرصة ..
قارنوا بين تيارين ، أحدهما تخطط له المراكز الكبرى في فرنسا وقطر وغيرهما .. والآخر يقوده ويثير زوابعه الراسبون في الحياة ..
لقد نصحنا هذه الأغلبية المسحوقة ، كما نصحنا الحراك قبلها ، بأن يصمت الذين لا علاقة لأدمغتهم بالتفكير ... وأن يتركوا الأمر للمؤهلين لذلك ..
لكنّ هذه الأغلبية لم تلتفت إلى نصحنا ، وبقيت تمارس التهريج والتطبيل ..والسؤال الذي يواجهها اليوم ، هو : كيف يمكن لأغلبية تدعي أنّها وعت الدرس وقررت أن تستعيد حقها من أقليات معينة ، أن لا تكون قادرة حتى على اختيار مرشح تجتمع عليه ؟
لقد استطاعت القوى ( الإسلامية الشعوبية) المرتبطة بجماعات معينة ، أن تقفز إلى سطح هذه التيارات التي تمثل الأغلبية ، وأن تنقل معها ( فتنها) وشقها للصفوف وفراغها وترددها وفشلها الذي يعرفه عنها الناس في المنطقة كلها ، وليس في الجزائر فقط .. وكانت النتيجة ما نرى لا ما نسمع .. أغلبية لا ممثل لها في أخطر وأكبر انتخابات تجري منذ الاستقلال ..
لهذا السبب ، فنحن في التيار العقبي ، وعلى نسق القوى المنظمة والفاعلة ، لن نسمح بمثل هذا العبث .. وإننا اليوم نوجه دعوة إلى الأغلبية المسحوقة ، متجاوزين كل القوى التي لم تستطع أن تكون في مستوى التحدي والحسم ، زاهدين في التنسيق أو الائتلاف مع أي جهة من هذه الجهات التي ندرك أنها لن تزيدنا بالاقتراب منها إلا خبالا وضعفا وتفرقا ..
إننا نوجه دعوتنا إلى الأغلبية المسحوقة ، بأن تدرك في هذا الظرف الضيق والعصيب والمصيري ، بأنّ الانتصارات لا يصنعها الفاشلون ، ولا الواهمون ، ولا الذين لا قدرة لهم على الانتظام والتوحد ..
نوجه دعوتنا إلى هذه الأغلبية المسحوقة ، بأن تتبنى الخيار الذي سيُقدم عليه التيار العقبي ، وسيعلنه قريبا ، لتكون جزءا من اللعبة السياسية ، وعنصرا في الخريطة الاستراتيجية للبلاد، بدل هذا التيه والضياع .
إننا نعلن أننا في تيار (عقبيون) لا نرحّب في القيادة ودائرة الحل والعقد بالمنتمين إلى الجماعات الإسلامية ، لأننا ندرك جيّدا أنّ هذه الجماعات لن تستطيع بلوغ شيء في واقع وطني وإقليمي وعالمي معقّد وملغّم .. لذلك فنحن ننفتح على عموم الشعب من المؤمنين بفكرة تيارنا عبر ثلاثية ( الإسلام والعروبة والجزائر) ، لا الذين يبنون فكرتهم على دعم هذه المؤسسة أو تلك ..يوالون على ذلك ويعادون عليه ..
لقد قدّم الجيش الكثير في تجاوز هذه الأزمة ، رغم تحفظنا على أمور ذكرناها بوضوح خلال الأشهر الماضية ، لكنّ الجيش مجرد مؤسسة في الدولة ، وستعود إلى حيز واجباتها العسكرية ، بعد انجلاء هذا الكرب ..
لذلك ، فالحماية الحقيقية من الشعب للجيش تكون بفهم مشروع الانتخابات بعمق ، والعمل على إنجاحه ، والحفاظ على وحدة الجيش وتماسكه وتجاوز المطبات التي يراد له الوقوع فيها ..
هذا هو المشروع الوطني الحقيقي الذي ندعو له .. أما الزج بكتلة شعبية كبيرة ، في أوهام وسراب ، وتعطيلها عن واجبها الوطني الحقيقي ، فهو مجرد عبث ، إن لم يكن مؤامرة تخدم المتربصين ..
التحدي الكبير اليوم هو :
- كيف تنجح الانتخابات ..
- ووجوب أن تكون الأغلبية المسحوقة حاضرة في الانتخابات وفي ما بعد الانتخابات ...عبر قراءة دقيقة .
أما التهريج ، والضجيج ، وتقديم مرشحين فاشلين لملء الفراغ صوريا ، فهذا مجرد عبث ..
الشخصيات والأحزاب والجماعات التي تطفو على سطح ( التيار الأصيل والباديسي و....) كلها تمارس الصراع الداخلي الذي مارسته الجماعات الإسلامية التي انشقت مرات ومرات ، وخرج من كل حزب منها ألف حزب .. ومن الحماقة أن ينتظر منها العاقل شيئا ..لأنها في الأخير ستعود للاصطفاف مع مرشحي الجماعات التي كانت تنتمي إليها أصلا ..
بينما سيجد العوام في التيار أنفسهم في واقع خذلان ..
سأقول هنا جملة وجب الوقوف عندها ، وهي :
هناك واقع وهناك وهْم .. وعلى التيار الواسع المسحوق والفوضوي أن يقرر سريعا ، ليكون مع الواقع ، أو يكون مع الوهْم ..
ليكون مع دهاة السياسة ، أو مع عبث الصبيان ...لأن السياسة في الأخير أكبر من مجرد منشورات وأوهام وبيانات ...
سهلٌ أن تعلن أنك ذاهب إلى الصندوق ..وسهل أن تذهب فعلا إلى الصندوق ..لكنْ.. هناك فرق بين من يذهب إلى الصندوق (فاعلا) في اللعبة .. ومن تدفعه الرياح إلى الصندوق دون أن يعرف (موقعه من الإعراب) ..
فهل تنقذ الأغلبية نفسها في ربع الساعة الأخير ، وتخرج من شرنقة الوهم والضجيج ، لتدرك نفسها على حافة الهاوية ؟
أم أنّ الفاشلين فيها سيواصلون جرّها نحو الخراب الذي يعني عقودا أخرى من التهميش والهوان ؟
الآخرون يقدّمون أخطر رجالهم ، ويراهنون على دهاتهم ..بينما نحن لا نزال نمارس الدروشة ، في لعبة خطيرة ، في بلد له أهميته عند القوى الكبرى في العالم .. والرئاسيات فيه ليست ضحكة هازل ..
الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *