-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

الجمعة، 28 أغسطس 2020

وثيقة الأفلان..والمنشور الدعائي الفرنسي..

محمد نبار..
هذا الأخير كانت قد وزعته السلطات الفرنسية عقب وقوع مجزرة بني يلمان (28 ماي 1957) لتُألب به الشعب الجزائري ضد ما أسمته "الفتنة الغاشمة"، وهو وصف أطلق على "الأفلان" (التاريخية)، حيث جاء فيه:"إن القتالين المتشبعين بالحقد اقترفوا أبشع الجرائم بقتل ثلاثمئة رجل من بني إلمان (يلمان) واتخذوا هذه المجزرة دليلا على قوتهم بينما لم تدل إلا على ضعفهم وفقدهم للرشد أضحوا كالوحوش التي وقعت في الفخ ويضنون أن هذه الجريمة نصر لهم يفتخرون به بينما ليست إلا اعتراف بالفشل والخسارة والخيبة"، ومما جاء فيه أيضا:"إخوة الضحايا العائشون بفرنسا رجعوا هناك ليحاربوا الفتنة الغاشمة والسكان الذين ظنت الفتنة أنهم خاضعون لقانونها يطلبون السلاح لمحاربتها أنتم الذين ما زلتم تحت جبروت الكاذبيين المفسدين افتحوا عيونكم...". 

بالمقابل جاء في وثيقة للأفلان*، وهي عبارة عن توجيهات تقدمت بها لجنة التنسيق والتنفيذ، متهمة فيها "الحركى" المجندين في صفوف فرنسا بأنها هي من نفذت جريمة في حق سكان ملوزة (بني يلمان) بهدف تأليب الرأي العالمي ضدها. مع العلم أن جبهة التحرير قامت بتوزيع منشور بالجزائر العاصمة يوم 6 جوان 1957 تُحمل فيه مسؤولية الجريمة للكومندوسات السوداء..
ما جاء في الوثيقة والمنشور الدعائي أثبت عدة أمور أرادت السلطات الفرنسية وبعض قادة الأفلان من الولاية الثالثة إخفاءها قصد إعطاءنا صورة مبهمة عما وقع يوم المجزرة وقبلها عندما كان ضباط أجهزة مخابرات الأولى يحيكون المؤامرة في الظلام. قد تكون تصريحاتهم تدخل في إطار تبادل التهم لا أكثر، لكن هناك تصريحات تقاطعت فيما بينها تركت لنا خيطا رفيعا نمسك به طرف الحقيقة. 
من الثابت والمؤكد قطعا أن ساكنة بني يلمان لم يكونوا أبدا مسلحين قبل وقوع المجزرة في الـ 28 ماي (بعد المجزرة حمل 168 رجلا السلاح للدفاع عن ذويهم وأنفسهم)، وهو ما تم التأكيد عليه في المنشور الدعائي، إذ لو كانوا كذلك - كما يحاول البعض إيهامنا به اليوم - فهل يعقل أن يَقدُم "حركى" على إبادة مسلحين مثلهم في صفوف الجيش الفرنسي تحت أنظار طائراتها وحراسة قواتها البرية بقيادة النقيب غامبيط!؟ هذا الأخير كان قد صرّح في محضر قاضي التحقيق العسكري بتحليق الطيران الفرنسي في سماء القصبة (مسرح الجريمة)، وذكر أنه بعد أن تم إبلاغه بوجود أعمدة دخان متصاعدة من القصبة إنتقل إلى الجهة التي وصلها على الساعة الخامسة والنصف مساءا، حيث حلّ بمشتى الشهباء (على بعد 3 كلم من مسرح الجريمة) وذلك قبيل تنفيذ الجريمة بنحو ساعتين ونصف الساعة!!! وفي خضم تسارع الأحداث دوليا طالبت جبهة التحرير بإعدار تقرير** مفصل حول الأمر، وهو ما تم حيث اجتمع النقيب أعراب مع بعض منفذي العملية وكتبوا تقريرا أكدو في نقطته الأخيرة أن الطيران الفرنسي هو من قتل المدنيين في مشتى القصبة، بينما الأفلان أعدمت ما يقارب الـ 70 فقط!! (عدد ضحايا الجريمة 375). 
في المنشور الدعائي وردت جملة في غاية الأهمية، وهي:"..بينما لم تدل إلا على ضعفهم وفقدهم للرشد..أضحوا كالوحوش التي وقعت في الفخ.."، هنا لا نعلم عن أي فخٍ يتحدث المنشور الدعائي!!..
السؤال أجابنا عليه الملازم في الجيش الفرنسي "جان لاجونشير" الذي قال: كنت أعمل في القطاع، استدعي جميع ضباط الأفواج إلى اجتماع في خيمة بوادي كبريت (سوق أهراس) وكان معنا جنرالان "فانوكسن" و"ديفاري" إن لم تخني ذاكرتي، خاطبانا بلغة غريبة شيئا ما، على النحو التالي: تهانينا أيها السادة..كان لا بد من القيام بذلك، ولكن علينا ألا نقول نحن الذين فعلنا ذلك. يبدوا أنهم أخذوا بعض الصور، وقد يتهمون الفلاڨة بذلك كما في ملوزة (بني يلمان)..
_____________
* الوثيقة أرسلها لي صديق (شكرا لمن نبهنا على الخطأ ونقدم اعتذارنا)
** قام قادة الولاية الثالثة بإتلافه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *