هذه هي
المؤسسة العلمية بقصبة بني يلمان..
المدرسة
(الزاوية) الصديقية، نسبة للصحابي الجليل "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه،
واحدة من بين أهم المؤسسات العلمية الموجودة بإقليم ونوغة، شيدها "الجد يلمان
بن امحمد الإدريسي الحسني الشريف" عندما أسس قصبته المنسوبة إليه اليوم، والتي
تُعد من أقدم القصبات قدما بالجزائر. والمدرسة قديمة قدم هذه القصبة، حيث توجد في الجهة
الجنوبية الغربية على ارتفاع 1108 متر على مستوى سطح البحر، وقد ذاع صيتها شرقا وغربا
شمالا وجنوبا، كونها منارة علم وإشراقة علم، فكانت وجهة ومقصد كل طالب للقرآن وعلومه،
ففي التقارير المنجزرة نهاية 1882م أكدت أن عدد طلاب هذه (الزاوية) بلغ 640.
اشتغلت
على تحفيظ القرآن، وتعليم علومه، والعلوم اللغوية والأدبية، بل حتى العلوم العلمية.
أنجبت هذه المدرسة الكثير من العلماء والفقهاء والأئمة والقضاة، ويتجلى لنا ذلك من
خلال الكم الهائل من المخطوطات في شتى صنوف العلم المحتفظ بها لدى أهالي بني يلمان
اليوم، منها المصاحف، ومخطوطات الحديث، والتفسير، والفقه، وأصول الفقه، والتاريخ، والأدب..والعقود
بكل أنواعها عقارية كانت أو عقود زواج، أو صلح..بالإضافة إلى المراسلات، وغيرها. هذا،
بالرغم من سلب ونهب وحرق الكثير منها على يد الاستدمار الفرنسي أثناء مقاومة الأمير
عبد القادر، وفي أثناء ثورة محمد المقراني، وأيضا ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، وبخاصة
يوم المجزرة 28 ماي 1957. يقول الضابط لويس رين في أبحاثه أنه أينما توجد زاوية توجد
بها جذوة المقاومة.
في الأخير
أتقدم بالشكر الجزيل لصاحبي صفحة "أخبار بني يلمان" و"يوميات بني يلمان"
ولكل غيور من بني يلمان على ذودهم ودفاعهم عن تاريخنا عامة والمدرسة القرآنية خاصة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق