-->
جاري تحميل ... BigMag Demo

سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

عبد الله دحدوح

عبد الله دحدوح
سيدي عيسى Booked
+37°C

مرتفع: +37°

منخفض: +26°

الخميس, 23.07.2020

أحدث المقالات

مقالات

أعمدة الرأي

التعليقات

آخر الأخبار

الخميس، 17 يناير 2019

الردّ على صفحة كواليس ثورة 1 نوفمبر1954

تزييف الحقيقة لا يجدي نفعًا 



بقلم الباحث: محمد نبّار اليلماني

لا يكاد صاحب صفحة "كواليس ثورة أول نوفمبر 1954" أن يتوقف عن اجتراره لنفس الرواية واعتماده على شهادة واحدة في معالجته لجريمة "بني يلمان" المعروفة بـ"حادثة ملوزة"، بحيث كنا ننتظر منه الشيئ الجديد الذي يدعم به طرحه المتهاوي وحجته الضعيفة، فإذا به في كل مرة ينقل لنا اسطوانته المشروخة شهادة "سعيد سعود" التي نشرت على صفحات يومية "الشروق"، عدد: 4205، الأحد 24 نوفمبر 2013، صفحة: 17، تحت عنوان "عملية بني يلمان ناقشتها القيادة العليا للثورة ثلاث مرات قبل تنفيذها". وقد نشر صاحب الصفحة فيديو لعملية تسليح كبيرة في منطقة ما بأحواز الجزائر العاصمة قام بها "روبار لاكوست"، في محاولة منه إيهامنا بأنها في منطقة بني يلمان، وأرفق ذلك بالقول:"فيديو يبيّن كواليس مجزرة بني يلمان المشهورة خطأ بمجزرة ملوزة في 28 ماي 1957. الفيديو يبيّن سبب ذبح 357 يلماني من طرف النقيبين أعراب وعبد القادر الباريكي...".

وتعقيبا على ما ذكره صاحب الصفحة أقول:
إذا سلمنا جدلا صحة ما جاء بالفيديو من أن "روبار لاكوست" قام بتسليح بني يلمان في صفوف "الحركى"، وهي غير الحقيقة التي تحاول ترويجها لأن التسليح كان بمنطقة أخرى، فلا يصح أن تطلق على ما وقع في "مشتى قصبة" بني يلمان لـ 375 يوم 28 ماي 1957 بـ"المجزرة"!..وثاني الأمور التي يجب أن تعرفها هي إن عبد القادر الباريكي كان برتبة ملازم وليس نقيب، وأذكر (صاحب الصفحة) وهو الجاهل بذلك بأن الملازم الباريكي كان قائدا على الناحية الرابعة، بينما المجزرة التي وقعت في حق العزّل كانت بالناحية الأولى، وكلتا الناحيتين (الأولى والرابعة) تتبعان المنطقة الثانية بقيادة النقيب أعراب أوداك (أودان).


أما شهادة "سعيد سعود" التي قام بالاستدلال بروايته لتبرير الجريمة البشعة الشنيعة المرتكبة في حق الأطفال (12 سنة) من بني يلمان الذين سلّحهم روبار لاكوست في صفوف "الحركى" حسب الفيديو الذي نشره، وقوله (أي سعيد سعود) أن القيادة تدارست القضية ثلاث مرات، كان أولها في أوت 1956 (مؤتمر الصومام)، وثانيها في شهر جانفي 1957، وثالثها "لجنة التنسيق والتنفيذ" التي أعطت الأوامر - حسب نفس الشهادة التي يلوكها صاحب الصفحة ليل نهار - فيما بعد. واضح أن "سعيد سعود" الذي يدعي أنه عايش الحادثة عن قرب، حيث كان أحد منفذي الجريمة، أراد من خلال هذا إعطاء صبغة يبرر بها جرمهم المرتكب. فهل يدلنا عن تناول المؤتمرين يوم 20 أوت 1956 لقضية بني يلمان في قراراتهم!؟ ثم هلّا ذكّرنا بالمجتمعين (مجلس الولاية) شهر جانفي من عام 1957 وتدارسهم للقضية وإصدارهم للقرار المتخذ فيه!؟ وهل يعلم "سعيد سعود" لما عقد قائد المنطقة "أعراب" اجتماعا يوم 27 ماي 1957م ببني وڨاڨ (برج بوعريريج) على بعد 10 كلم من المركز العسكري بقرية حرازة (برج بوعريريج)!؟ ولماذا أضطر منفذو الجريمة لعقد إجتماع آخر بالعشيشات غرب "أم اللوزة" (أولاد جلال - ملوزة ونوغة حاليا)!؟ ولماذا اعترض الباريكي وطالب قرارا كتابيا لتنفيذ العملية إذا كانت الأوامر تم تدارسها على مستوى القيادة العليا!؟ وإذا كان كما ذكر سعيد السعود فأين القرار المكتوب الذي تم قراءته على مسامع الباريكي!؟ ولماذا قامت قيادة المنطقة الثانية بإعداد تقرير أعلنت فيه تبنيها للعملية لتتدخل قيادة الولاية (مجلس الولاية) فيما بعد مطالبة بإتلافه حسبما ذكره الأستاذ محمد عباس في كتابه فرسان الحرية، صفحة: 213!؟ وهذا دليل يؤكد أن قيادة الولاية الثالثة لم تكن صاحبة القرار، إذ لو كانت هي المسؤولة فعلا لما تبنت قيادة المنطقة العملية في منشورها بينما قيادة الولاية قامت بإتلافه!! أسئلة كثيرة وجب طرحها هنا. وبالنسبة لرواية "سعيد سعود" التي جاء فيها أن لجنة التنسيق والتنفيذ هي من أعطت الأوامر، فقد ورد في "أوراق ضائعة من مفكرة العقيد أوعمران" نشرت على صفحات جريدة "السلام"، عدد: الأحد 17 نوفمبر 1991، صفحة: 04. أن بن طوبال الذي دار بينه وبين عمر أوعمران حديثا عن بعض القضايا منها مجزرة بني يلمان، حيث قال بن طوبال لأوعمران في معرض حديثه متساءلا أن: التصفيات في الولاية الثالثة بلغت 800 إطار، ألا تعلم ذلك بعد؟، فرد أوعمران: ماذا؟، فقال بن طوبال: مجزرة ملوزة (بني يلمان) أيضا 350 رجل وامرأة وشيخ وطفل، أمر بها العقيد ناصر (محمدي السعيد) قائد الولاية الثالثة انذاك. فقال أوعمران غاضبا: مستحيل، كيف لا أكون على علم بما يجري وأنا عضو في لجنة التنسيق والتنفيذ؟ وهناك دليل آخر واضح وجلي على أن لجنة التنسيق والتنفيذ لم تكن صاحبة القرار عندما طالبت بالتحقيق في ملابسات المجزرة، وبذلك تفند رواية سعيد سعود وتدحض حجته من خلال ما دار من حوار بين بن طوبال الذي صرّح أن مجزرة بني يلمان جريمة بكل المعايير لا يوجد ما يبررها، وبين العقيد عمار أوعمران أحد قادة منطقة القبائل وعضو لجنة التنسيق والتنفيذ. 


وعن "روبار لاكوست " الذي يدعي صاحب الصفحة أنه قام بتسليح بني يلمان في صفوف "الحركى" فإنه فور وصول البلاغ إلى القيادة العامة بالجزائر العاصمة بوقوع المجزرة بالقصبة، قام لاكوست بإرسال مسؤول إعلامه "غورلان" إلى مسرح الجريمة، بحيث انتقل هذا الأخير على متن طائرة هيلكوبتر مرفوقا بالصحافة الفرنسية والعالمية بهدف التقاط صور للضحايا. وعلى إثر هذا أصدر لاكوست كتابا أبيضا حول المجزرة وقام بتوزيعه عبر العالم أجمع لتشويه قادة جيش التحرير الوطني والتشهير بالمجاهدين على أنهم مجرد قتلة دمويون.


فهل يعقل لمن يكونوا أوفياء لفرنسا وأصدقاء لها ومسلحين في صفوفها أن يتم ذبحهم وقتلهم بأيادي جزائرية وتحت حراسة جوية فرنسية وتأمين القوات البرية بقيادة النقيب الفرنسي غامبيط الذي كان مرابضا على بعد 3 كلم تقريبا من مسرح الجريمة ساعتين قبل وقوع المجزرة!!؟ في اعتقادي لو كان أهالي بني يلمان مسلحين في صفوف "الحركى" بمركز "أولاد ثاير" الذي كان يعج بالخونة والعملاء والحركى لما تجرأ أحد على التقدم من بني يلمان شبرا واحدا، ولما وقع بالقصبة ما وقع من ذبح وإبادة لقرية كاملة من الذكور..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *