لا يمكن من لايزال (الطهّار) يخدعهم أن يبنوا دولة.. فارتقوا
يفعلون بكم ما كان يفعله الخَتّانُ ( الطهّار) قديما بآبائكم وأجدادكم : ( يشير إلى عصفور في الأعلى ، ليخلو له الجوّ في الأسفل) .
إنهم اليوم يشيرون إلى الجنوب ، فإذا التفتّم تسللوا من الشمال ...
يرفعون أيديهم اليمنى ، فإذا اتقيتم الصفعة المحتملة على خدكم الأيسر ، ألهبت وجوهكم صفعة اليد اليسرى على الخد الأيمن ..
يوجهونكم لتشنوا حربا على جميعي وخليل شكيب وسعيداني ، ليدخلوا شخصيات منهم إلى لجنة حوار سيرسم لكم ملامح مستقبل بلدكم ..
يقحمونكم في كتابة الكثير من المنشورات ضد حفتر ، وخطره على الأمن الجزائري ، وينقلونكم لخوض معركة في ليبيا ، بينما هم يركزون جهدهم هنا لإطلاق سراح سجناء سميتموهم يوما (عملاء) ..
يكتبون لكم شعارات ضد الإمارات والسعودية لتحملوها في المسيرات ، بينما هم يفتحون الباب الخلفي لفرنسا لتدخل ..
ألا تستطيعون أن تركّزوا على المشهد الذي هم فيه ؟
لمَ تلتفتون دوما إلى ما يريدون منكم الالتفات إليه ؟
في الوقت الذي كنتم تخوضون فيه أشرس حروبكم على جبهة التحرير التي ننادي بتطهيرها وإعادتها إلى نهج الشهداء وإلى حضن الشعب ، كانوا هم يعيدون تأهيل الأرندي .. ويتفقون معه على اقتراح قائمة شخصيات لجنة الحوار ..
وحين كنتم أنتم تهتمون بالمشروع القضائي والأمني ، وتتلقفون أخبار سجن فلان واعتقال علان ، كانوا هم يهتمون بالمشروع السياسي ، الذي سينتهي في الأخير بإطلاق سراح الذين صفقتم لاعتقالهم وحبسهم..
وفي الوقت الذي كنتم أنتم تصفقون لجمال بلماضي ، كانوا هم يضعون آخر اللمسات على لجنة الحوار وعلى صفقة كاملة ..رغم أنكم كنتم تتهمونهم في وطنيتهم انطلاقا من أنهم لم يصفقوا مثلكم لانتصارات المنتخب الوطني ..
وفي الوقت الذي كنتم فيه مستعدين لإعادة فتح حرب مع مصر بسبب لاعب لم يصافح وزيرا ، ليعزلوكم عن كل محيطكم العربي ، كانوا هم كانوا هم يوثقون علاقتهم مع باريس ..
وفي الوقت الذي كانوا فيه يلهونكم بمطبع سعودي زار إسرائيل .. كان أعضاء من الماك يطيرون من مطار شارل ديغول إلى مطار بن غوريون لمناقشة قضايا مستقبل الجزائر .
وفي الأسابيع التي كان كل همهم منصبا على المنجل وموسم الحصاد الزراعي والسياسي ، كان همّ خصومكم منصبا على ( التحكم في مخازن القمح التي ستنتهي إليها عملية حصادكم) ..
وفي الوقت الذي تجتمعون فيه اليوم لتدخلوا قائد السبسي إلى جهنم ، باستحضار كل فتاوى علماء الإسلام في مثله .. يجتمعون هم لوضع قائمة الذين سيدعون للحوار .
الفرق بينكم وبينهم ..هو أنهم ينظرون إلى حيث يريدون النظر .. أما أنتم فتنظرون إلى حيث يريدون هم أيضا أن تنظروا.
إنهم يوجهونكم لتخوضوا معركة تكسير أنفسكم .. بينما هم في الزاوية المعاكسة يقومون ببناء أنفسهم ...
الإمارات والسعودية والمغرب وتونس وحفتر وسعيداني وجميعي وشكيب خليل ، كل هذا لا يهمّنا وليس من معاركنا الحالية ..
عدم تحديدكم لدائرة الصراع الحقيقية ،كارثة ..
عدم تفريقكم بين العدو الذي تقاتلونه ، وبين انعكاس صورته في عشرات المرايا ، كارثة ..
أنتم تذكرونني بجماعة دينية في بلد ما ، وبينما بلدها يتعرض لغزو الشيوعية ، تعكف هي على التحذير من المعتزلة ..
وللعلم فقط ..فإن الغنم تعيش طول عمرها ومالكها يخوفها من الذئب .. بينما تكون نهايتها في الأخير تحت سكين مالكها..
أنتم اليوم لا تخوضون معارككم ..بل المعارك التي أرادوا لكم أن تخوضوها .. بينما هم يخوضون معاركهم الحقيقية ..
فكفوا عن هذا العته وهذه البهللة ، قبل أن تطالبونا بأن ننزل إلى الميدان لمواجهة هؤلاء الذين يعبثون بكم ..
حين ندرك أن خلفنا أمة تحمي ظهورنا كما يحمون هم ظهور زعمائهم ..سترون منا ما يدهش الجنّ وليس الإنس فقط ..
-----------------------
محمد جربوعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق